في أول حوار له مع صحيفة مصرية منذ تعيينه : وزير الخارجية يؤكد أهمية إتفاق الرياض لتجاوز آثار أحداث أغسطس.. ويشيد بالدور السعودي
الاثنين 9 ديسمبر 2019 الساعة 15:58
المنارة نت/ متابعة خاصة
أكد وزير الخارجية محمد الحضرمي، أن إتفاق الرياض؛ يُعد الفرصة الوحيدة لتجاوز آثار الأحداث المؤسفة التي حدثت في أغسطس الماضي وما تبعها عواقب أثرت بشكل كبير على معركتنا ضد المشروع الحوثي الإيراني في اليمن.
وأشاد وزير الخارجية بالدور البارز للمملكة العربية السعودية الشقيقة وقيادتها الحكيمة، في تجاوز ما تسببت به تلك الأحداث من انحراف في مسار تحالف دعم الشرعية في الآونة الأخيرة قبل التوقيع على هذا الاتفاق.
جاء ذلك في حوار خاص أجرته معه « بوابة أخبار اليوم » المصرية، الجمعة - ورصده «المنارة نت» - ، تحدث فيه عن جملة من القضايا والموضوعات الهامة على الساحة الوطنية.
"المنارة نت " ولأهمية هذا الحوار الذي يعد الأول الذي تجريه صحيفة مصرية مع الوزير الحضرمي ، منذ تعيينه على رأس وزارة الخارجية، يعيد نشره كما ورد :
أجرت صحيفة «بوابة أخبار اليوم» المصرية حوار مع وزير الخارجية محمد الحضرمي، تحدث فيها عن جملة من القضايا والموضوعات الهامة على الساحة الوطنية.
كثيرة هي التطورات التي شهدها اليمن خلال الفترة الماضية، فالأحداث زادت حدتها حينما اندلعت أعمال عنف بين الجيش الوطني اليمني وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي بمدينة عدن في أغسطس الماضي، لكن سرعان ما بدأت الأمور تهدأ شيئا فشيئا منذ توقيع «اتفاق الرياض» في 5 نوفمبر الماضي بالعاصمة السعودية الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، لإنهاء أحداث العنف عبر تشكيل حكومة يحظى فيها الجنوبيون بتمثيل متساوٍ فضلا عن وضع جميع القوات المسلحة تحت سيطرة الدولة، وضم جميع القوات العسكرية وقوات الأمن لوزارتي الدفاع والداخلية.
ومع تعقد المشهد اليمني، وازدياد التغلغل الإيراني في اليمن عبر دعمه ميليشيا الحوثي عسكريا وماديا ولوجستيا، وتسارع وتيرة الأحداث، كانت دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، لوضع نهاية للصراع في اليمن من خلال حل سياسي يقوم على أساس المرجعيات الدولية ودون تدخل من أطراف خارجية.
وأمام كل تلك التطورات، أجرت «بوابة أخبار اليوم» أول حوار لصحيفة مصرية مع وزير الخارجية محمد الحضرمي، الذي عين بمنصبه في الـ19 من سبتمبر الماضي، وتحدث «الحضرمي» عن الكثير من الموضوعات التي تشغل بال الشارع اليمني والعالم بأسره.
وإلى نص الحوار:
العلاقات اليمنية المصرية
كيف تصفون دعوة الرئيس السيسي في الأمم المتحدة لوضع حل سياسي ينهي الأزمة اليمنية؟
نرحب بما دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، حول التوصل لحل سياسي للأزمة في اليمن وفقًا للمرجعيات الثلاث، ونؤكد هنا بأن الحكومة الشرعية حريصة كل الحرص على السلام الشامل والمستدام، فلا يوجد حل عسكري للأزمة اليمنية غير أنه في نفس الوقت لن يكون هناك حل سياسي بدون وجود ضغط عسكري على مليشيات الحوثي.
ما رؤيتكم للعلاقات الراسخة بين مصر واليمن؟
أبعث من منبركم هذا بتحية إجلال وتقدير لقيادة وشعب جمهورية مصر العربية الشقيق، لما لمسناه من دعم وأخوة ورحابة صدر منقطعة النظير، فما قدمته مصر الكنانة للشعب اليمني خلال أزمته الحالية محل اعتزاز وتقدير وسيظل في قلوب كل اليمنيين.
العلاقات اليمنية المصرية؛ علاقات أخوية عريقة، جذورها ضاربة في التاريخ وتمتد أواصرها إلى آلاف السنين، وكما كانت مصر داعمة ومساندة لثورة الشعب اليمني المجيدة في الـ26 من سبتمبر 1962 ضد عهد الكهنوت الأمامي البائد، فها هي اليوم تجدد ذلك، فالموقف التاريخي بوقوفها جنبا إلى جنب مع الشعب اليمني ضد النسخة الأسوأ من ذلك العهد الكهنوتي الرجعي المتمثل في مليشيات الحوثي المدعومة من قبل إيران.
حدثنا عن دعم القاهرة لليمن واحتضان مصر للجالية البالغ عددها 600 ألف؟
نثمن عاليا استضافة مصر حكومة وشعبا لعدد كبير من أبناء الجالية اليمنية في الخارج لاسيما أولئك الذين أجبرتهم الحرب على مغادرة البلاد والاستقرار في مصر، فهم يحظون برعاية كريمة ويمنحون العديد من التسهيلات ما يجعلهم يشعرون بأنهم في وطنهم الثاني، وهذا دليل على متانة الروابط والعلاقات التاريخية والقدر المصيري الذي يجمع أبناء البلدين الشقيقين.
إلى أي مدى ساهمت مصر في حماية مضيق باب المندب من الإرهاب الإيراني؟
أمن اليمن من أمن مصر، وأي تهديد للأمن القومي اليمني هو تهديد للأمن القومي المصري، والتهديدات المتواصلة التي تشكلها مليشيا الحوثي على الملاحة الدولية في جنوب البحر الأحمر من قرصنة وزرع ألغام بحرية إيرانية ورفض لصيانة خزان صافر العائم الذي ينذر بكارثة بيئة لا يحمد عقباها، كل ذلك يشكل تهديدا خطيرا ليس فقط على الدول المشاطئة للبحر الأحمر بل أيضا على خطوط التجارة العالمية التي تمر بمضيق باب المندب وقناة السويس، وهذا هو ما نرجو من مصر أن تعمل عليه مع اليمن وبقية الدول المشاطئة للبحر الأحمر لتفادي حدوث كارثة بيئية خطيرة، فمصر حمت باب المندب من مخاطر كثيرة.
اتفاق الرياض
ماذا تم على أرض الواقع منذ التوقيع على اتفاق الرياض في 5 من نوفمبر؟
اتفاق الرياض؛ يُعد الفرصة الوحيدة لتجاوز آثار الأحداث المؤسفة التي حدثت في أغسطس الماضي وما تبعها عواقب أثرت بشكل كبير على معركتنا ضد المشروع الحوثي الإيراني في اليمن.
وقد كان للمملكة العربية السعودية الشقيقة وقيادتها الحكيمة، الدور الأبرز في تجاوز ما تسببت به تلك الأحداث من انحراف في مسار تحالف دعم الشرعية في الآونة الأخيرة قبل التوقيع على هذا الاتفاق.
فما بعد الخامس من نوفمبر ليس كما قبله؛ ويجب على إخواننا في المجلس الانتقالي الجنوبي معرفة ذلك جيدا، فاليمن الاتحادي الكبير هو مشروعنا، وإنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة هي قضيتنا، وهذا هو الضمان الوحيد لكل اليمنيين شمالا وجنوبا شرقا وغربا، وهو مستقبل اليمن الجديد الذي سيضمن التوزيع العادل للثروة والسلطة والحياة الكريمة الآمنة والمستقرة لكل اليمنيين.
إرادة قوية لتصحيح المسار
ماذا بعد التوقيع على اتفاق الرياض؟
اتفاق الرياض لم يأتِ لتغيير شكل الدولة أو استحداث واقع جديد أو تجاوز الثوابت الوطنية وعلى رأسها أمن واستقرار وسلامة ووحدة الأراضي اليمنية، وهو ليس حلا مؤقتا أو منصة عبور إلى مشاريع أخرى، بل هو إرادة قوية وثابتة لتصحيح المسار ولملمة كافة الجهود للتصدي للمشروع الحوثي الإيراني في اليمن، فالدستور اليمني يخول للجميع ممارسة حقهم في تشكيل أي تنظيمات أو أحزاب سياسية وفقا للضوابط والثوابت الوطنية وبالطرق السلمية، والشعب وحده هو المالك الوحيد للسلطة ومصدرها وفقا للدستور.
أمامنا جميعا الآن اختبار كبير، وهو التنفيذ الكامل لنصوص ومضامين اتفاق الرياض، وأي عرقلة لتنفيذ اتفاق الرياض لا تصب إلا في مصلحة مليشيات الحوثي ومشروعها الكهنوتي الرجعي الذي يخيم على أرضنا وأهلنا في شمال البلاد، كما في مصلحة المشاريع التدميرية في اليمن والمنطقة.
لماذا لم تتحسن الأوضاع الإنسانية في اليمن بالرغم من استقرار الأوضاع في عدن وهدوء وتيرة الاشتباكات؟
عاد الدكتور معين عبدالملك رئيس مجلس الوزراء، برفقة عدد من وزرائه إلى العاصمة المؤقتة عدن وفقا لاتفاق الرياض بهدف تطبيع الأوضاع وإعادة الدولة ومؤسساتها بما يمكن الحكومة من مواصلة أداء دورها في تحسين الخدمات وتخفيف المعاناة على المواطنين.
وكما تعرف فعدن هي العاصمة المؤقتة لليمن، وأي تحسن في الأوضاع فيها سينعكس إيجابا على كل أرجاء البلاد، هذا بالإضافة إلى أن الحكومة تواجهه شحا في الموارد وعليها التزامات كبيرة في تقديم الخدمات، وقد جاء اتفاق الرياض ليعزز دور الحكومة وفي حال تعاون والتزام الجميع ستتمكن الحكومة من استعادة مواردها وبالتالي تقديم الخدمات وتطبيع الأوضاع الاقتصادية بشكل أفضل، وأنا على ثقة بأن دعم الاشقاء في المملكة العربية السعودية الشقيقة والتحالف سيمكننا من استعادة وتحسين الأوضاع ليس فقط في عدن بل في اليمن إجمالا.
مستقبل السلام في اليمن
ما الذي دفع المبعوث الأممي للحديث عن إمكانية إنهاء الحرب قريبا؟
مسار السلام الأممي، هو المسار الوحيد العملي الذي سيوصل اليمن إلى بر الأمان وفقا للمرجعيات الثلاث المتفق عليها، وأي مسارات أخرى إن لم تصب في هذا الاتجاه فإنها ستعقد الحل ولن تسهله.
في الواقع؛ حل الأزمة في اليمن ليس معقدا إذا ما توفرت النية الصادقة لدى المليشيات الحوثية، للسلام، فكل ما يحدث في اليمن من أزمة إنسانية وحرب وشتات ودمار ما هو إلا ردة فعل وأثر سيء لانقلاب الحوثيين.
في حال ما تتوفر النية الصادقة لدى الحوثيين فسيكون طريق السلام أكثر يسرا، والتوصل إلى حل شامل ودائم أقرب إلى الواقع، أما إذا ما ظلت هذه المليشيات مرتهنة لنظام إيران، فلن يجد السلام طريقا إلى أرض اليمن.
أقول وبشكل واضح إذا أراد الحوثيون السلام، فعليهم إثبات ذلك في الحديدة، فقد مر على اتفاق ستوكهولم قرابة العام ولم يحرك ساكنا بسبب تعنت الحوثيين، ويعد التصعيد الأخير في مدينتي المخا والدريهيمي بالحديدة واستهداف فريقنا الحكومي لدى لجنة تنسيق إعادة الانتشار الأممية بصواريخ وطائرات مسيرة، أكبر دليل على عدم جدية الحوثيين في السلام.
والمشكلة ليست في الجلوس على طاولة الحوار، فقد جلسنا في مرات عديدة معهم سابقا، ونحن على استعداد للجلوس مرات قادمة ولكن شريطة أن يلتزموا بما تم التوافق عليه سابقا، فالمشكلة الحقيقية التي نواجها هي أن الحوثيين يفاوضون ويوقعون ثم ينكثوا وعودهم وينقلبوا على ما اتفق عليه.
حدثنا عن علاقة اليمن مع التحالف العربي ومستقبل السلام في اليمن؟
الشعب اليمني لن ينسى دعم الأشقاء في تحالف دعم الشرعية؛ وعلى رأسهم قائدة التحالف المملكة العربية السعودية الشقيقة، فهذه الوقفة الشجاعة والجريئة هي التي ستحفظ اليمن من براثن المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة، فاليمن عربي وهو أصل العرب، وبعون إخواننا في التحالف سيكون النصر حليفنا بكل تأكيد.
إيران ودعم الإرهاب
ما جديد الدعم العسكري الإيراني لميليشيا الحوثي؟
إيران تعد الراعي الأول للإرهاب في العالم، وليس غريبا أنها وعبر وكلائها في المنطقة لاسيما حزب الله تقوم بدعم مليشيات الحوثي بالمال والسلاح والخبرات التخريبية، وكشفت تقارير فريق خبراء لجنة العقوبات المعني باليمن، تزويد إيران للحوثيين بالسلاح والنفط الإيراني، وقد دعت الحكومة اليمنية مرارا الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة لإدانة إيران واتخاذ اجراءات عقابية.
نحن ندعو المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف حازمة لإيقاف العبث الايراني في اليمن والمنطقة، وما فيما يتعلق بحزب الله، فقد خاطبنا الحكومة اللبنانية لاتخاذ موقف ووضع حد لتلك التدخلات.
إلى أين وصلت مساعيكم الدبلوماسية بعد تسليم طهران السفارة اليمنية للمتمردين؟
ما قام به النظام الإيراني، يعد مخالفة صريحة وواضحة لميثاق الأمم المتحدة واتفاقي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن اليمني لا سيما القرار ٢٢١٦.
وعليه فإننا نحمل النظام الإيراني مسئولية تبعات هذا الانتهاك الصارخ الذي يؤكد تورط إيران في دعم مليشيا الحوثي الانقلابية، وكذلك مسئولية الإخلال بحماية المقار الدبلوماسية التابعة لليمن المنقولة وغير المنقولة، وستتخذ الحكومة اليمنية كافة الإجراءات القانونية المناسبة للتعامل مع هذا السلوك الإيراني المشين.
وأود أن أنوه بأن الدفاع عن قواعد القانون الدولي، مهمة جماعية يجب أن تضطلع بها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وإن ما قام به النظام الإيراني يهدف لإحداث سابقة خطيرة في العلاقات الدولية مما يستدعى مواجهته من قبل مجلس الأمن حفاظا على القواعد المنظمة للعلاقات الدولية.
ماذا عن آخر مستجدات التعاون مع واشنطن لمكافحة الارهاب؟
على الرغم من التحديات الأمنية التي تواجهها بلادنا بسبب الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا، إلا أن اليمن عازم على الاستمرار في جهود مكافحة الإرهاب وفي هذا الصدد أعلنا في وقت سابق انضمام اليمن إلى التحالف الدولي ضد داعش لزيادة التنسيق والتعاون مع جميع الشركاء الدوليين، وفي مقدمتهم دول تحالف دعم الشرعية في اليمن والولايات المتحدة الأمريكية.
متعلقات