مأساة الأطفال في دار رعاية الأيتام بصنعاء... سجن وجوع وبرد..
الخميس 14 نوفمبر 2019 الساعة 10:42
المنارة نت/ متابعة خاصة
يستيقظ الطفل  أحمد جوهر، كل صباح، في حجرة يتقاسمها مع خمسة من زملائه في دار رعاية الأيتام بالعاصمة صنعاء؛ يذهب لتناول وجبة الفطور حسب ما هو متاح من طعام في ظل شحّ المواد الغذائية، قبل أن يتوجه إلى المدرسة التي تفتقر لأبسط وسائل التعليم.

تضم دار الرعاية نحو 800 يتيم غالبيتهم من الأطفال، وأصغرهم في سن السابعة. وتفتقر مؤسسة الرعاية الاجتماعية إلى أبسط الضروريات المعيشية، وتتفاقم أوضاعها يوماً بعد آخر في ظل غياب الدعم الذي يضمن حياة كريمة للأيتام، وانعدام أي التفاتة إنسانية من قبل الجهة المسيطرة على صنعاء لتحسين أوضاع الأيتام الصغار.

"المنارة نت " رصد زيارة  الزميل  "العربي الجديد" إلى دار رعاية الأيتام في صنعاء، وتعرفه عن قرب على تفاصيل العيش داخلها، وأوجه القصور التي تعاني منها.

 يقول الطفل أحمد جوهر: "نحن جائعون، إذ لا نتناول الطعام إلا بكميات قليلة لا تكفي لسد جوعنا، كما لا تتوفر بطانيات وأغطية كافية في فصل الشتاء حين تزيد قسوة البرد".

ورصدت الكاميرا الغرف غير الملائمة للعيش، والتي لها أبواب تشبه أبواب السجون، كما أن أسرّة النوم مهترئة، ويوجد نقص كبير في الأغطية، أما الحمامات فهي غير صالحة للاستخدام لافتقارها إلى الصيانة والنظافة، وباتت ملجأ لمختلف أنواع الحشرات.

في فصل الشتاء، تتضاعف معاناة الأيتام الذين يضطرون للاستحمام بالماء البارد الذي لا تتحمله أجسادهم الصغيرة، كما أنهم يغسلون ملابسهم بأيديهم بسبب انعدام أجهزة الغسيل الكهربائية، فضلاً عن عدم توفر التيار الكهربائي داخل الدار في معظم الأوقات.

وتفاقمت أوضاع الأطفال بسبب الحرب المتواصلة منذ 2015، وإهمال الجهة المسيطرة على العاصمة صنعاء ، إضافة إلى غياب المؤسسات الخيرية والمنظمات الإنسانية التي يفترض أن تقدم لهم العون، حسب ما أوضح نائب مدير دار رعاية الأيتام، مرزاح هاشم، مضيفاً أنّ الأطفال تنقصهم مستلزمات التعلم، كالحقائب المدرسية والقرطاسية.

وفي ظل هذا الواقع المرير، يضطر بعض الأطفال إلى مغادرة الدار للعمل، حتى أن بعضهم بات يمتهن التسول، أو العمل في حقول القات خارج المدينة، إذ لا توجد معايير تضبط نظام المعيشة داخل الدار، ويتم التساهل مع المخالفات التي غالباً ما تضر بسلامة الأطفال.

يذكر أن أعداد الأطفال اليتامى في اليمن يزداد بشكل يومي بسبب الحرب الدائرة التي أشعلتها ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة ايرانياً، و التي تحصد الآباء في جبهات القتال، وبلغة الأرقام، فإنّ هناك أكثر من مليون و100 ألف يتيم في اليمن بحسب إحصائيات لمنظمات محلية، يبقى بعضهم تحت كفالة الأقارب، فيما لا يجد أكثرية الأطفال من يكفلهم، فيلجأون إلى دور رعاية الأيتام، التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.
متعلقات