أراقبه منذ مدة !
السبت 9 نوفمبر 2019 الساعة 14:34
المنارة نت / ناصر بامندود
لا أعلم شيئاً عن قواه العقلاية، ولماذا هو مشرد؟ بل من أين منطقةً هو أصلاً!

لم أتجرأ على الأقتراب منه أكثر، وخلسةً التقطت هذه الصورة لأنه كان منسجماً في ما بين يديه.

ورغم مظهرة الرث، ورغم أنه ينام وصوت الكلاب في أذنيه، والبعوض ينهش طيلة الليل جسده، ويصحى على أشعة الشمس في وجهه.. إلا إنني تالله لأراه يستحق أن يغبط أكثر من كثيرين أعرفهم!

ما أكاد أمر من جواره إلا وأرى المصحف بين يديه، يبدأ صباحه وهو يرتل كتاب الله، ويقضي الدقائق الطوال في قراءة خير الكلام، أما نحن الذين ننام على الأسرّة والأفرشة، وصوت المكيف في أذاننا، ونصحى على المنبهات التي ضبطنا توقيتها.. فينا الكثيرون لا يقرأون المصحف بالأشهر وربما من رمضان إلى رمضان ! فماعذرنا نحن؟

هيئته هذه ذكرتني بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : " ربّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره "، وتذكرت يوم رأيت صورة قبل برهة من الزمن فحواها رجل في غاية الفقر بلا أحذية يمسك بكتاب الله، وكتب على الصورة عبارة: " كم من مجهول في الأرض معروف في السماء.. وكم من مشهور في الأرض مجهول في السماء "، فهل نحن معروفون في السماء؟!

 تذكروا دائماً لا عيش إلا عيش الآخرة!.
متعلقات