متابعة لتقرير، حول المبادرات الاثيوبية للتوسط لحل النزاع اليمني، والذي أنفرد بنشره الزميل "منتهى نت" ، الأحد، نستعرض في هذه الحلقة (الثانية) من التقرير الاستجابة اليمنية تجاه مبادرات اثيوبيا لحل النزاع في اليمن.  

استجابة أولية:  

خلال الخمس السنوات الماضية تقدمت اثيوبيا بعدة مبادرات لايجاد حل للنزاع في اليمن عبر التوسط لدى الفرقاء ..وكانت الاستجابة من الجانب اليمني متأنية وربما غائبة ..ولكن تلك الاستجابة بدأت تأخذ طابع الجدية وتتسم بالتسريع مع بداية العام 2019م.  

استجابة على اتجاهين:  

اتخذت الاستجابة اليمنية اتجاهين، الأول رسمي، والثاني مجتمعي مدني ..، بشأن الرسمي .. عدة لقاءات جمعت سفير اليمن لدى اثيوبيا يحيى الارياني بعدد من المسئولين في الحكومة الاثيوبية، تمثل محورها في رغبة اليمن في دور اثيوبي فاعل في حلحلة النزاع في اليمن، وفي أخر لقاء قبل اسبوع جددت الجمهورية اليمنية على لسان السفير الإرياني تأكيدها لوزيرة الدولة للشؤون الخارجية الاثيوبية "هيروت زمني" في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا،  رغبة اليمن في التوسط لانهاء النزاع بين الفرقاء السياسيين.  

ولأن الوضع في اليمن يهم اثيوبيا على كافة المستويات اللوجستية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية،  قالت وزيرة الدولة الاثيوبية أن حكومة بلادها تتابع بقلق مجمل التطورات في اليمن مشيرة الى البيانات التي زوّدت بها من قبل خارجية بلادها..  

لقد أكدت وزيرة الخارجية والكثير من مسئولي الحكومة الاثيوبية عن امال اثيوبيا بأن يحل السلام والأمن والاستقرار في اليمن. ..جرى اللقاء في ظل اهتمام اثيوبي بالملف اليمني.  

استجابة مجتمعية:  

الاتجاة الثاني والداعي لتدخل اثيوبيا في حلحلة النزاع في اليمن تمثل في مبادرة تقدم بها المعهد الوطني للتنمية والديمقراطية وحقوق الانسان في اليمن حملت بين طياتها مناشدة للحكومة الاثيوبية مصدرها الناس في اليمن.  

وناشد الآلاف من اليمنيين رئيس مجلس الوزارة الاثيوبي ابي احمد التدخل لإيجاد حل للنزاع القائم في اليمن.  

وجاء في الخطاب الذي وجهه المعهد الى رئيس الوزراء الأثيوبي ما يؤكد على ان الرابط التاريخي والاجتماعي والاقتصادي بين اليمن واثيوبيا وداعي التاريخ المشترك الذي يربط بين البلدين وامام فشل جميع الوساطات السابقة شجعهم على مناشدة اثيوبيا وحكومتها بالتدخل والتوسط لدى الفرقاء السياسيين من اجل انقاذ اليمن.  

واعاد الخطاب الموجّة المناشدة الاشارة الى ما آلت اليه  الحوارات التي خاضتها القوى السياسية المتصارعة في اليمن،  اولها في دولة الكويت الشقيقية واخرها بوساطة الامم المتحدة وانتهت بالفشل .. "وأمام تعنت الاطراف وغياب الوسيط القادر على رأب الصدع اليمني بلم الفرقاء على طاولة واحدة واستمرار التردي الاقتصادي والاجتماعي نناشدكم ان تكونوا وسيطا لانقاذ ما يمكن انقاذه في اليمن."  

جدير بالذكر بأن اليمن يشهد منذ العام 2015م حربا دخل ميدانها عدة قوى وكيانات ودول آلت الى تدمير وتخريب شامل في بنية اليمن التحتية بالاضافة الى تدمير مؤسساته العسكرية والخدمية. وان دورا اثيوبيا كدورها  في رأب الصدع في السودان والذي انتهى بوصول السودان الى بر الأمان وتشكيل حكومته،  شجع اليمنيين على التماس دور اثيوبي من شأنه حلحلة النزاع في بلادهم، وايصاله الى بر الامن بعد 5 سنوات من نزاع دامي.  

* " منتهى نت "