"طفل الخور الباكي"
الاثنين 16 سبتمبر 2019 الساعة 14:28
المكلا / المنارة نت / ناصر بامندود
بينما أنا أمشي بين إحدى جنبات " الخور " بمدينة المكلا ، عائداً إلى المنزل بعد أن جلست رفقة أحد الأصدقاء إذ بي ألمح طفلاً يبكي ، أقتربت منه أكثر فوجدته يذرف الدموع بحرقة حتى أحمرت عينيه، و وصلت دمعاته أسفل وجهه!  

أوجعتني هيئته هذه كثيراً، وجعلتني أشفق عليه حتى قبل أن أعرف ما خطبه ، فوجهه يحكي ألماً كبيراً، ووجعاً لا يحتمل، كان كل همي أن أعرف ما به علني أجد حلاً يوقف نزيف عينيه .  

وعرفت من وجهه إنه من " نازحي حرض " ، فسألته لماذا تبكي؟ ما بك لا عليك أخبرني ؟  

أجابني سريعاً بصوت باكي : « أضعت " الألف ريال " الذي أعطني إياه أحد المارين ، وأبي شاهده وهو يعطيني ، و ريثما ما أعود إلى البيت سيقول لي أعطني الألف وكل ماجمعت الليلة، فأبي قاسي، و شرس، لن يرحمني ، ولن يعذرني ، ولن يسامحني، سيظل يضربني حتى ينهي غضبه، و أنا أبحث عنه منذ نصف ساعة ، ولم أجده لذلك أنا خائف جدا ًمن عودتي إلى البيت ».  

فقلت له : « هون على نفسك ، و أمسح دمع عينك ، أنت رجل لا تبكِ سنجد حلً إن شاء الله ».  

 وسألته هل بحثت عنه جيدا ً؟ وهل أباك قريب من هنا لأذهب فأكلمه ؟  

 أجابني: نعم ، بحثت عنه جيدا ًولم أجده ، و أبي بعيد من هنا.. لحظتها كم تمنيت أن يكون هذا الألف متوفراً لدي، فحينها لم أكن أمتلك في جيبي إلا ربع هذا المبلغ ! وماذا عساني أن أفعل له؟ فمنظره يكسر حتى تلك القلوب القاسية، الفظة، الغليظة .  

فأخذت أبحث معه عن الألف علني أعثر عليه، فأنقذ الطفل من هذا الموقف الصعب، وأرحمه من قساوة ذلك الأب الجشع !  

 ومشيت أبحث والطفل ينظر إليّ وعيناه تقول : « ليته يجده ، ليته ينقذني من ورطتي »، وبعد دقائق من البحث وعندما لم أعثر عليه أدركت أنه لاجدوى من ذلك ، سألت الطفل:  هل لك من أقارب يعرفون أباك ليكلمه أحدهم فيغفر لك ؟  

 أجابني : نعم لكن ليسوا بالقرب من هنا .  
متعلقات