فيما الحكومة تدفع بإتجاه تنفيذه .. مليشيا الحوثي تطلق الرصاصة الأخيرة على إتفاق السويد.. (تقرير)
السبت 13 يوليو 2019 الساعة 21:30
بعد توقيع اتفاق السويد الخاص بالحديدة وأطلاق المختطفين والمعتقلين والسجناء ، اعطت الحكومة الشرعية فرصة اخيرة للانقلابيين للعيش بسلام كجزء من الشعب اليمني، وجاءت مشاورات السويد بعد شعور الانقلابيين بالهزيمة وعدم تمكنهم من مواجهة أبطال الجيش الوطني الذيم كانوا على وشك تحرير الحديدة .. لذلك لجأوا لمطالبة الأمم المتحدة بالتدخل والحيلولة دون تحرير الحديدة.
واليوم وبعد اكثر من سبعة اشهر من توقيع الاتفاق لاتزال مليشيا الحوثي الإنقلابية تمارس هوايتها المفضلة في نقض العهود والمواثيق والانقلاب على كل شيء يتم الاتفاق والإجماع عليه، والتي بفعلها فشلت جميع مساعي الأمم المتحدة في تحقيق أي تقدم في أي من الملفات المتفق عليها لإنهاء الانقلاب، ليتحول الاتفاق إلى سلاح بيد الانقلابيين الموالين لنظام طهران، لتهديد السلم والأمن في المنطقة، فيما تصاعدت المؤشرات على عودة خيار الحسم العسكري للواجهة.
المليشيا وخرق الاتفاقات
وتواصل مليشيات الحوثي خرق اتفاق السويد الذي تم التوصل إليه في ديسمبر الماضي، بل انها افشلته وهو الخطوة التي كانت مثلت بصيصاً من النور لليمنيين بإنهاء الحرب، عبر تحركات عسكرية فضحتها التقارير الدولية، ما وضع الأمم المتحدة في موقف محرج بعد تبنيها تلك المفاوضات.
مؤشرات الفشل
وزير الإعلام معمر الإرياني طالب بضرورة تقييم اتفاق السويد والإقرار بفشله في تحقيق أي تقدم، وقال الإرياني في سلسلة تغريدات على تويتر، "بعد مرور 7 أشهر بات من الضرورة الوقوف لتقييم تحقيق تقدم في أي من الملفات" .. مرجعا فشل الاتفاق إلى ممارسات مليشيا الحوثي، واستغلالها الرغبة الصادقة من قبل الحكومة وتحالف دعم الشرعية والمجتمع الدولي في الوصول إلى السلام العادل والشامل، والمبني على المرجعيات الثلاث.
وقف اطلاق النار
وينص اتفاق السويد على وقف إطلاق النار في الحديدة، ثم انسحاب الحوثيين والقوات الحكومية من كامل الحديدة، وجاء الاتفاق بعد تحرك التحالف لتحرير الحديدة ومينائها من ميليشيا الحوثي، في خطوة استهدفت بالأساس قطع الشريان الحيوي لإمدادات السلاح الإيرانية للمليشيات الانقلابية.
خداع مستمر
وذكرت تقارير تقارير صحفية في مايو الماضي، أن الانسحاب الذي أعلنت عنه مليشيا الحوثيون لا يخرج عن سياق المناورات التي اتقنها الانقلابيون، في الوقت الذي تشير فيه التطورات على الأرض إلى أن الأمر لا يعدو كونه مجرد تكتيك لكسب الوقت، ومحاولة الظهور كطرف متجاوب مع جهود السلام التي تقودها المنظمة الدولية.
مغالطات المليشيا الانقلابية
وفي إحاطته الأخيرة لرئيس البعثة الأممية في الحديدة قال الجنرال لوليسغارد، انه كان قد أوضح أن المظاهر المسلحة للميليشيات الحوثية في ميناء الحديدة لا تزال موجودة على نطاق واسع، رغم زعم مليشيا الحوثي تنفيذ الانسحاب من الميناء للمرة الثانية منذ توقيع الاتفاق السويد في 13 ديسمبر العام الماضي.
انسحاب زائف
وكانت الحكومة الشرعية قد اتهمت الحوثيين بـ"الانسحاب الزائف" ووصفت عملية الانسحاب المتأخرة بـ"المسرحية الهزلية"، قائلة إنهم سلموا الموانئ لخفر سواحل موالين لهم بهدف خداع المجتمع الدولي.
مناورات الانقلابيين
فيما يرى البعض، أن مشكلة اتفاقية ستوكهولم، هي بعض البنود التي يمكن تفسيرها على أكثر من وجه، ما جعل الميليشيا تنفذها بما يخدم مصالحها، خاصةً فيما يتعلق بالقوات المقرر استلامها لمحافظة الحديدة بعد إعادة الانتشار، فبينما ترى الحكومة الشرعية أن المخول بذلك هي القوات المحلية ما قبل 2014، أي قبل سيطرة مليشيا الحوثي على المحافظة، يفسر الحوثيون الاتفاق بأن القوات المحلية هي من ستستلم زمام المحافظة.
عودة الحديدة للشرعية
وتتمسك الحكومة بضرورة عودة خضوع الحديدة وموانئها لسيطرتها لأن ذلك كما تقول هو جوهر اتفاق السويد، وترفض أي وجود للميليشيات الحوثية.
تسرع المبعوث الأممي
وأرجع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية اليمني السابق ومستشار الرئيس اليمني، عبد الملك المخلافي، أسباب فشل اتفاق التسوية بشأن إنهاء الحرب في اليمن، إلى سببين أولهما أن المبعوث الأممي مارتن غريفيث أراد أن يحقق نجاحاً سريعاً يقنع به الطرفين فصاغ اتفاقاً عاماً وفضفاضاً على عجل.
ارتهان المليشيا لإيران
والسبب الثاني عقيدة الحوثيين التي لا تؤمن بالحلول السياسية، والتي تغذيها إيران، وأشار المخلافي إلى أن ارتهان الحوثيين لإيران يفشل المسار السياسي في اليمن، ولفت إلى أن الاتفاقات الجزئية تؤدي إلى التعايش مع الانقلاب، وإطالة أمد الحرب واستمرار معاناة اليمنيين وتفاقمها، وقال المخلافي، أن "إعطاء المبعوث الأممي دور المفاوض بدلا من الميسر كان خطأ صب في مصلحة الطرف المتمرد وشكّل ضغطا على الحكومة الشرعية ويجب عدم تكراره"، وفق صحيفة العرب اللندنية.
وكانت القوات الشرعية في الحديدة قد أكدت قيام الجماعة الحوثية الموالية لإيران بتصعيد هجماتها في مناطق متفرقة من المحافظة الساحلية، خاصة في مناطق الجبلية وحيس والدريهمي والتحيتا، في ظل سعي حوثي لقطع طرق إمداد القوات الشرعية من جهة الخط الساحلي، وهو ما اعتبره مراقبون بمثابة رصاصة الاخيرة على اتفاق ستوكهولم.
المصدر: الوطن نيوز
متعلقات