إرتفاع أسعار الملابس.. كابوس يقظّ مضاجع اليمنيين ويصادر فرحة أطفالهم (تحقيق خاص)
الخميس 30 مايو 2019 الساعة 22:02
المنارة نت / خاص / أسامة البعيثي
رغم الإرتفاع الكبير في أسعار ملابس العيد إلا أن الأسر اليمنية تخرج إلى الأسواق والمحلات التجارية وتتنقل من سوق إلى آخر ومن محل إلى آخر، باحثة عن أسعار منخفضة، دون أن تجدها، فمنها من تعود بخفي حنين بسبب ظروفها المادية والمعيشية الصعبة، ومن تلك الأسر من تشتري القليل من احتياجاتها من الملابس ،وأخرى تعود بملابس من الحراج في محاولة منها لأسعاد أطفالها بملابس مستخدمة نظيفة.. 

 ومع إرتفاع الأسعار، تشهد أسواق ومحلات بيع الملابس، هذه الأيام، في عموم محافظات الجمهورية ، إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين ، لاسيما من بعد الإفطار حتى وقت السحور.

تسوق للفرجة

ويقول ثابت سعيد من العاصمة صنعاء " الكثير من المواطنين ونتيجة لظروفهم المادية الصعبة يستسوقون في المحلات والأسواق التجارية، للفرجة والإطلاع على أسعار الملابس فيها،  دون أن يشترون منها الملابس نتيجة لإسعارها الباهظة، وبعدها تتحول وجهتهم إلى أسواق الحراج التي تبيع ملابس مستخدمة ورديئة، فيما يقصد آخرون محلات خياطة الثياب (القمصان)، التي يقولون إنها مناسبة كثيراً في قيمتها لأوضاعهم المادية".

أسعار خيالية

ووصل سعر (الشميز) الواحد في الأسواق والمحلات التجارية في صنعاء وعدن والمكلا وبقية المدن اليمنية إلى 5 ألف  ريال، والحذاء إلى 6 ألف ريال، والقمصان إلى 18 ألف ريال ، فيما تجاوزت قيمة المعوز الـ 20 ألف ريال،وهي مبالغ خيالية لا يستطيع المواطن تحملها، ناهيك عن أسعار بدلات الأطفال التي تجاوزت قيمة الكسوة الواحدة الـ 15 ألف ريال.

 وقال سالم بن عقيل من مدينة المكلا، وهو أب لخمسة أبناء "تنقلت في أكثر من محل لبيع ملابس الأطفال، ولكن لم أجد السعر المناسب لأشتري لأبنائي كسوة العيد ليفرحوا كبقية الأطفال، وهذه هي المرة الأولى التي أجد فيها الأسعار مرتفعة بهذا الشكل".

جشع التجار

فيما قالت ريهام ناشر، اثناء تجولها في شوارع مدينة كريتر بعدن،  آملةً في شراء ملابس العيد لطفلها الوحيد (ناصر) ذو الـ 7 أعوام "وجدت أقل سعر لقطعة ملابس يتجاوز الـ 4 ألف ريال، ولا مجال للمبايعة، فأصحاب المعارض قد حددوا قيمة البضاعة مسبقاً".

المكوث في البيت

الشاب وائل سعيد من مدينة عدن، قال من جانبه "أنا قررت أن لا أشتري ثياب لهذا العيد نهائياً، وقررت العودة من السوق دون شراء نتيجة الغلاء، وسأكتفي بلبس بدلة قديمة والمكوث في البيت أيام العيد كحل وحيد".

" آخر مرة تخرج معي السوق" هذه العبارة أطلقتها  إحدى الأمهات في وجه طفلها بعد جولة طويلة من التسوق في أسواق التحرير بالعاصمة صنعاء  لشراء كسوة العيد، وتضيف وهي تهمس في أذن طفلها "عيب تحرجنا قدام الناس، لا تختار ولا تأخذ ما يعجبك، أنت عارف بأن الفلوس التي معنا قليلة ما بتكفي قيمة بنطلون".

التفكير بالأطفال

 وقال عبدالله أحمد من مدينة سيئون ، من جانبه لمحرر "المنارة نت "  : ما عاد أفكر بنفسي يا أبني، وكل ما أفكر به هو أن أشتري للأولاد، ففرحة العيد بالنسبة لهم في العيد هي اللبس الجديد، على الرغم من أن راتبي الشهري لم يعد يكفي لشراء ملابس 4 من الأولاد، ناهيك عن حاجيات الأسرة من التغذية وملابس النساء والمواصلات والماء والكهرباء.. وغيرها، وإجمالاً الحصول على ملابس العيد في هذا العام أصبحت لمن استطاع إليها سبيلاً".

توقف الحجوزات

 محلات خياطة الثياب (القمصان) هي الأخرى تشهد إقبالاً كبيراً؛ الأمر الذي وصل ببعض مالكي المحلات إلى التوقف عن الحجز لكثرة الإقبال، وأعاد بعض الزبائن، هذا الإجراء، لأفضلية أسعار الثياب مقارنة بأسعار (الشمزان) و(المعاوز) و(الفوط) والبدلات ، ويتراوح سعر الثوب بين (12 إلى 18 ألف ريال ) بينما تحتاج لكسوة كاملة من (الشمزان) و(المعاوز) إلى 30 ألف  ريال.

وأوضح محمد سعيد، وهو مالك محل خياطة لـ"المنارة نت " أن "الإقبال على محله كبير جداً، ووصل الحجز لديه حتى يوم التاسع والعشرين من رمضان، الأمر الذي أضطره لوقف الحجوزات".

ويشير محمد الحذيفي، مالك معرض للثياب، إلى أن "الزيادة في أسعار الملابس ليس لها علاقة باقتراب عيد الفطر الفضيل، وإنما عائدة لارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل العملة الوطنية".

أستغلال حاجة المواطن

وستظل أسعار كسوة العيد هاجس كل رب أسرة يمنية وكابوساً يقظّ مضاجعه بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعيشها اليمن واليمنيين جراء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الإنقلابية، ونهب المليشيا لموارد الدولة والمساعدات الإنسانية المقدمة من قبل بعض الدول والمنظمات الدولية، وبسبب جشع التجار وإستغلالهم لحاجات المواطنين برفع أسعار الملابس والمواد الغذائية .

متعلقات