بعد أيام من التتويج بكأس العالم للأندية، انقلب التفاؤل الذي عم أنصار ريال مدريد إلى كابوس عقب الهزيمة الكبيرة أمام الغريم برشلونة في كلاسيكو الأرض، هزيمة فرضت مجددا وقفة مع خيارات المدرب الفرنسي زين الدين زيدان التي قادت النادي الملكي إلى التفريط مبكرا في لقب الدوري.
ومع تفرغ "الملكي" للاحتفال بأعياد الميلاد، سيكون زيدان مطالبا بالعمل أكثر من أي وقت مضى على تدارك النقائص والاستعداد بشكل مثالي للنصف الثاني من الموسم الذي سيراهن فيه الريال على دوري الأبطال وكأس الملك بعد خيبة الدوري.
وأدناه أهم الخيارات التي يسأل عنها زيدان وقادت الريال إلى خسارة اليوم في الكلاسيكو.
تركة سابقة
دخل ريال مباراة اليوم متأخرا في الترتيب بـ 11 نقطة مع مباراة مؤجلة، وذلك عقب التفريط في نقاط مهمة خلال المباريات الأولى في الموسم بهزيمتين وأربعة تعادلات، وهي التركة التي زادت من الضغوط على اللاعبين وجعلتهم أمام خيار وحيد وهو الفوز ولا بديل عنه للبقاء في سباق الليغا.
لغز بنزيمة
يواصل زيدان تحدي الجميع والإصرار على الدفع بمهاجمه كريم بنزيمة في كل المباريات رغم أن اللاعب الفرنسي يمر بأسوأ فترة له منذ التحاقه بـ "الملكي" عام 2009.
ورغم أن زيدان يبرر التمسك ببنزيمة لدوره في الملعب بعيدا عن تسجيل الأهداف، فإن أغلبية المحللين وخبراء الكرة يؤكدون أن المهاجم السابق لنادي ليون بات عبئا على الفريق بسبب ثقله فوق أرضية الميدان وإهداره العديد من الفرص السانحة للتهديف.
خطة مفاجئة
فاجأ زيدان المتابعين خلال الكلاسيكو بإبعاده النجم إيسكو عن التشكيلة الأساسية والاعتماد على الكرواتي ماركو كوفاسيتش، هذا التعديل وإن سمح للريال بالسيطرة على وسط الميدان في الشوط الأول فإنه حرم "الملكي" من عمقه الهجوم وتسبب في عزل المهاجمين.
كما أن الحرص الزائد من كوفاسيتش على محاصرة ليونيل ميسي خلق فراغات في الملعب استغلها لاعبو النادي الكتالوني بشكل مثالي بهجمات خاطفة ونجحوا في تجسيد ثلاثة منها فقط.
دكة البدلاء
مع اعتماده سياسة المداورة بهدف منح الراحة لنجوم الفريق، كان زيدان مطالبا بأن يحافظ على دكة البدلاء التي كان يتمتع بها الفريق خلال الموسم وأهدت الكثير من النقاط المهمة في سباق الفوز بالليغا الموسم الماضي، غير أن المدرب لم يكتف بتسريح الرباعي موراتا وخاميس وبيبي ودانيلو، ولكن اكتفى بالتعاقد مع لاعبين شبان أثبتوا محدودية مستواهم خلال المواعيد الهامة للنادي.
وبسبب ذلك، يجد زيدان نفسه حائرا في التعامل مع تراجع مستوى بنزيمة وتذبذب أداء كريستيانو رونالدو والإصابات المتكررة لـ غاريث بيل في ظل عدم توفر خيارات كثيرة في الدكة.
والآن، سيكون الريال مطالبا بتخطي أسبوعين طويلين للغاية قبل استئناف الدوري، في ظل الاستفسارات والتساؤلات العديدة التي تلوح في الأفق.
ويأتي في مقدمة الاستفسارات بالتأكيد مدى حاجة الفريق لتدعيم صفوفه فترة الانتقالات الشتوية خلال يناير/كانون الثاني المقبل، وهل يستعيد الريال اتزانه في الوقت المناسب قبل المواجهة الصعبة التي تنتظره بالدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان الفرنسي؟
المصدر : "الجزيرة نت"