هل أطرق الباب؟ ..هل أسمعه بعضا من قصصي ؟
ودخل الأديب محمد جميح إليه.. دعاني .. فانسحبت..لا يليق ان أضيع وقت الأستاذ في اسماعه قصصا رديئة !
في العام 1997م والأستاذ في آخر فعالية له في مقر النادي الأدبي آنذاك يجلس في الركن الأيمن لمقدمة الصف بانتظار بدء الفعالية وإلى جانبه الأستاذ محمد القعود والذي كان يحرر الملحق الثقافي بصحيفة الثورة.. أسرعت إلى القعود وأنا أحمل قصصا رديئة لكنها ليست برداءة سابقاتها كي اسلمها للقعود للنشر وعلى نهوضه أي البردوني للمنصة اصطدمت به اصطداما خفيفا!!.
ضحك البردوني ملئ قلبه الحنون لاعتذاراتي المتكررة..وقال وصلني انك جئت منزلي ولم تدخل!
في العام 1998م بعد وفاته 8 أشهر
زرت قريته في ذمار ..بيته ..ونشرت استطلاعا مصورا عن حياته وخاصة عن طفولته..ثمة مسافة ما من حنين مستعر..
ووجدتني ككل طفل فقد عزيزا في حنين مازال يطاردني للان!
حنين يعيدني إلى تلك القصيدة التي ألقاها في فعالية النادي..
تمتصني أمواج هذا الليل في شره صموت
وتعيد ما بدأت وتنوي ان تفوت ولا تفوت
فتثير أوجاعي وترغمني على وجع السكوت
وتقول لي مت أيها الذاوي فأنسى أموت...
لقد نسيت وسط كومة البارود ان أموت ..نسيت ان الإنسان في زمن الحرب عليه ان يموت وعلى غير عادة البشر في الموت وتذكرت شيئا واحدا فقط ..الله وهب البردوني لأناس هذه البلاد..كي ينسوا الموت!