الحكومة تطلق حملة طارئة ضد شلل الأطفال بعدما تسببت مليشيا الحوثي بعودة المرض
الأحد 13 يوليو 2025 الساعة 14:37
تقرير / المنارة نت

أطلقت الحكومة اليمنية، أمس السبت، حملة تحصين طارئة جديدة ضد شلل الأطفال، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، بينما تواصل مليشيات الحوثي الإرهابية، وللعام الرابع، منع مثل هذه الحملات؛ في مناطق سيطرتها، ما تسبب في عودة ظهور شلل الأطفال بعد 18 عاماً من إعلان خلو اليمن، من المرض.

وتهدف الحملة، التي تستمر 3 أيام، إلى تعزيز مناعة الأطفال دون الخامسة من العمر في المناطق عالية الخطورة، ومنع انتشار الفيروس من خلال إعطاء لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع الثاني لأكثر من 1.3 مليون طفل وطفلة في 120 مديرية موزعة على 12 محافظة.

ودشن رئيس مجلس الوزراء سالم بن بريك، الجولة الأولى من هذه الحملة الطارئة للتحصين، السبت في العاصمة المؤقتة عدن.

ويتم تنفيذ الحملة بآلية «من منزل إلى منزل»، وفي جميع المواقع الصحية؛ لضمان الوصول إلى الأطفال المستهدفين كافة، بمَن فيهم الموجودون في المناطق النائية والوعرة.

وفي كلمة له، قال دولة رئيس الوزراء، إن الحملة الوطنية الطارئة للتحصين ضد شلل الأطفال تأتي في إطار التزام الحكومة الراسخ بحماية صحة الطفولة، ومكافحة الأمراض الوبائية، وفي مقدمتها شلل الأطفال.

ووجَّه رئيس الوزراء، مؤسسات الدولة والسلطات المحلية كافة بالتفاعل مع الحملة، والمساعدة على إنجاحها وتحقيق الأهداف المرجوة منها، مؤكداً أن تحصين الأطفال ليس مجرد إجراء صحي، بل هو «واجب وطني وإنساني يترجم المسؤولية الجماعية تجاه الجيل المقبل ومستقبل الوطن».

ودعا بن بريك، الآباء والأمهات وأولياء الأمور إلى التجاوب مع الحملة، والتعاون مع الفرق الميدانية والثابتة وتسهيل مهامها في الوصول إلى جميع الأطفال المستهدفين، والالتزام بالتحصين الروتيني بوصفه وسيلةً دائمةً للوقاية، وليس فقط خلال الحملات الطارئة.

وأوضح رئيس الوزراء إن اليمن كان خالياً من شلل الأطفال لسنوات، قبل أن يعود جراء ممارسات مليشيات الحوثي بمنع اللقاحات في مناطق سيطرتها. مؤكدا أن ذلك يستوجب وقفةً جادةً لحماية الأطفال من خلال توسيع حملات التحصين والحملات الاحترازية والروتينية.

كما أكد أن تدشين هذه الحملة والحملات اللاحقة دليل على أن رعاية الطفولة تأتي ضمن أولويات الحكومة، وحتى إعلان اليمن من جديد خالياً من شلل الأطفال.

من جهتها قالت فريما كوليبالي زيربو، القائمة بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، إن هذا البلد لا يزال معرضاً لخطر تفشي فيروس شلل الأطفال؛ بسبب النزاع المطول، وضعف النظم الصحية، وانخفاض تغطية التحصين الروتيني.

وبيَّنت زيربو أنه مع استمرار انتشار فيروس شلل الأطفال وتأكيد حالات الإصابة به في عام 2025، تُعدُّ هذه الحملات ضروريةً لوقف انتقاله، وحماية كل طفل من الآثار المُدمِّرة لشلل الأطفال.

وبحسب بيان مشترك لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة «اليونيسف»، فإنه ومنذ عام 2021، أبلغ اليمن عمّا مجموعه 282 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال الفموي من النوع 2 في 122 مديرية في 19 محافظة من أصل 22 محافظة يمنية.

وأكد البيان أن الاتجاه الوبائي العام يسلّط الضوء على الحاجة الملحة للقاح لوقف انتشار فيروس شلل الأطفال الفموي من النوع 2 في اليمن، وحماية الأطفال من المرض.

خطوة مهمة وعاجلة

وبتوجيهات ورعاية رئيس مجلس الوزراء، تقود وزارة الصحة العامة والسكان هذه الحملة، بدعم من منظمة الصحة العالمية و«اليونيسف» و«المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال».

وتُنفذ الحملة من قبل 7000 فريق تطعيم، بما في ذلك أكثر من 6000 فريق متنقل من منزل إلى منزل و800 فريق في المرافق الصحية، ويشرف عليها نحو 2000 مشرف ، و240 مشرفاً على مستوى المناطق، بدعم فني من الوكالات الوطنية والشريكة.

وأكد بيتر هوكينز، ممثل «اليونيسف» في اليمن، أن هذه الحملة خطوة مهمة وعاجلة لحماية الأطفال من الإصابة بالشلل. وقال إنه ومع تأكيد وجود حالات إصابة بشلل بين الأطفال اليمنيين، فإن الخطر الداهم لا يزال يتربص بهم، لا سيما أولئك الذين لم يتلقوا اللقاحات. وأكد أنه ومن خلال التطعيم يمكن الحفاظ على سلامتهم.

وأعادت منظمة الصحة العالمية و«اليونيسف»، بصفتهما شريكين أساسيَّين في «المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال»، التأكيد على التزامهما الكامل بدعم الحكومة اليمنية في جهودها للقضاء على شلل الأطفال، وتعزيز خدمات التحصين الروتينية. ونبهتا إلى أن الاستثمار المستمر والعمل المنسق أمر بالغ الأهمية لضمان عدم تخلف أي طفل عن الركب.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أكدت في يونيو 2024م، تسجيل 257 اصابة بشلل الأطفال، قبل أن يرتفع عدد المصابين إلى 282 خلال العام الجاري، بسبب منع الحوثيين حملات التطعيم منذ خمس سنوات.

في السياق نفسه، أكد مسؤولون في وزارة الصحة، فشل كل الجهود التي بذلها المجتمع الدولي لإقناع مليشيات الحوثي، بالسماح بعودة حملات التطعيم الشاملة إلى مناطق سيطرتها، حيث أدى منعها إلى عودة ظهور كثير من الأمراض، ومن بينها شلل الأطفال، مع تأكيد أن معظم هذه الإصابات سجلت في مناطق سيطرة المليشيات.

متعلقات