دعت 116 منظمة إنسانية، من بينها وكالات تابعة للأمم المتحدة، ومنظمات دولية ومحلية، إلى تحرك دولي عاجل لمنع اليمن من الانزلاق إلى أزمة إنسانية أشد وطأة.
وحذرت المنظمات، من أن فجوات التمويل الحادة تُهدد بتقويض الجهود الإغاثية في اليمن التي تعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
كما حذرت، في بيان مشترك صدر عشية الاجتماع السابع لكبار المسؤولين الإنسانيين، من أن "العام 2025 قد يكون الأصعب حتى الآن بالنسبة لليمنيين، في ظل استمرار النزاع، والانهيار الاقتصادي، والصدمات المناخية، مقابل تقلص كبير في المساعدات الإنسانية".
وأكد البيان، أنه "لم يُموَّل حتى الآن سوى أقل من 10% من خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لهذا العام، مما يعوق وصول المساعدات الأساسية لملايين الأشخاص في أنحاء البلاد".
وقال البيان إن "وكالات الإغاثة تواصل، بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني، تقديم خدمات منقذة للحياة تشمل الغذاء والمياه، والرعاية الصحية، والتعليم والمأوى والحماية رغم تحديات انعدام الأمن، وصعوبة الوصول، واحتجاز بعض العاملين الإنسانيين" (لدى مليشيات الحوثي الإرهابية).
وأكدت المنظمات أن "الدعم السخي من المانحين في السنوات الماضية ساهم في تجنب المجاعة، والحد من المعاناة، وحماية الفئات الأشد ضعفًا، داعية إلى زيادة التمويل بشكل مرن، وتوفير دعم يمكن التنبؤ به وفي الوقت المناسب، للحفاظ على المكاسب التي تحققت بعد سنوات من العمل الإنساني".
وشدد البيان على أن "المساعدات الإنسانية وحدها لا تكفي، داعيًا المجتمع الدولي إلى تعزيز الدعم التنموي، وتوفير فرص اقتصادية، وضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية، إلى جانب الدفع نحو تسوية سياسية دائمة تنهي الصراع المستمر منذ سنوات".
كما طالبت المنظمات باتخاذ "خطوات ملموسة لحماية المدنيين وضمان احترام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين، دون عوائق".
واختتم البيان بدعوة المجتمع الدولي إلى "اغتنام فرصة الاجتماع لاتخاذ قرارات حاسمة تحول دون تفاقم الوضع، وتمهد الطريق أمام اليمنيين لإعادة بناء حياتهم بكرامة".
هذا وقد استضاف الاتحاد الأوروبي، أمس الأربعاء، في مقره بالعاصمة البلجيكية بروكسل، الاجتماع السابع لكبار المسؤولين الإنسانيين بشأن اليمن، بهدف حشد الدول المانحة لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية، التي تواجه أكبر عجز حتى الآن، إذ لم يُموَّل منها سوى نحو 10% فقط من المبلغ المطلوب.
وادى انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، على الشرعية الدستورية، نهاية عام 2014، وحربها وجرائمها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان، الى جعل اليمن يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وبحسب تقارير محلية ودولية، فإن ما يقرب من 23.7 مليون شخص في اليمن، يعانوا من نقص في الاحتياجات الأساسية، ويحتاج 19.5 مليون منهم إلى المساعدة الإنسانية والحماية.