في اليوم العالمي للمرأة.. واقع مرير تعيشه النساء في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي
السبت 8 مارس 2025 الساعة 13:48
المنارة نت .متابعات


للعام الحادي عشر على التوالي، يمر اليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس، مسلطًا الضوء على معاناة النساء اليمنيات اللاتي يعشن تحت وطأة واقع مرير فرضه انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة وسيطرتها على صنعاء منذ عام 2014.

 

وفي ظل سيطرة الحوثي، تغيرت حياة المرأة اليمنية بشكل جذري، حيث تزايدت الانتهاكات بحقها، وتحوّلت حياتها إلى صراع يومي من أجل البقاء تحت سلطة مليشياوية تُضيّق الخناق على حرياتها وحقوقها الأساسية.

 

- إقصاؤهن من الحياة العامة:

وفقًا لتقارير حقوقية، تعاني النساء اليمنيات من انتهاكات صارخة، بدءًا من الاختطاف والتجنيد، إلى القيود المفروضة على حركتهن وحريتهن الشخصية، وصولًا إلى الحرمان من التعليم والعمل.

 

وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 70% من الفتيات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين قد تسربن من المدارس بسبب إغلاق العديد من المؤسسات التعليمية أو تحويلها إلى مراكز دعوية تابعة للأيديولوجيا الحوثية.

 

كما ارتفعت نسبة البطالة بين النساء إلى ما يقارب 85%، حيث تم استبعادهن من سوق العمل بشكل شبه كامل، خاصة في القطاعات الحكومية والمنظمات الدولية.

 

أما في القطاع الصحي، فإن أكثر من 60% من النساء اليمنيات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون لا يحصلن على الرعاية الصحية الأساسية، بسبب تدمير المرافق الصحية أو تحويلها إلى مراكز عسكرية. وارتفعت نسبة وفيات النساء أثناء الولادة بشكل ملحوظ نتيجة نقص الأدوية والمعدات الطبية الأساسية.

 

- انتهاكات مروعة:

بحسب "الشبكة اليمنية للحقوق والحريات"، فإن مليشيا الحوثي ارتكبت 10,156 انتهاكًا لحقوق المرأة في 17 محافظة يمنية خلال الفترة من 21 سبتمبر 2016 إلى 1 مارس 2024.

 

وذكرت الشبكة أن الحوثيين قتلوا 2,786 امرأة، وأصابوا 4,369 امرأة نتيجة القصف المدفعي، انفجارات الألغام، العبوات الناسفة، أعمال القنص، والإطلاق العشوائي للرصاص الحي على الأحياء السكنية.

 

كما وثّقت الشبكة اختطاف وتعذيب 447 امرأة، بينهن 69 امرأة أُخفيت قسريًا في سجون سرية. وأشارت إلى أن 78 امرأة معتقلة تعرّضن للتعذيب الجسدي والنفسي وتوجيه تهم ملفقة تمس شرفهن، فضلًا عن المتاجرة بأعراضهن.

 

وكشف التقرير عن أن 1,274 امرأة يمنية قُتلن جراء انفجارات الألغام التي زرعها الحوثيون في الشوارع والطرقات العامة والأحياء السكنية والمزارع والأسواق. وسجل التقرير 46 جريمة قتل مباشرة بحق النساء في تسع محافظات، بأساليب مختلفة، منها الطعن، الدهس بالأطقم العسكرية، والضرب حتى الموت.

 

بينما تشير تقارير حقوقية أخرى إلى أن عدد النساء المعتقلات في سجون الحوثيين تجاوز 500 امرأة، معظمهن محتجزات دون تهم واضحة أو محاكمات عادلة، وأن 60% من المعتقلات تعرّضن للتعذيب الجسدي أو النفسي، بينما تعاني 40% منهن من أمراض مزمنة بسبب سوء الظروف الصحية في السجون.

 

- كسر حاجز الخوف:

في ظل هذه الانتهاكات الممنهجة، ظهرت أصوات نسائية تحاول كسر الصمت وإلقاء الضوء على معاناة المرأة اليمنية. تقول سارة اليمني، ناشطة من صنعاء: "نحن نعيش في سجن كبير، حيث يتم تقييد حريتنا في كل شيء".

 

وأوضحت سارة، في تصريحها بحسبـ"الصحوة نت"، أن النساء اليمنيات في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي بحاجة إلى دعم العالم، لا سيما وأنهن يخضن معركة يومية من أجل البقاء.

 

من جانبها، قالت الناشطة مريم حازم إن "النساء اليمنيات قويات، لكنهن يحتجن إلى فرصة لإثبات أنفسهن. نحن لسنا مجرد ضحايا، بل نحن من يمكنهن إحداث التغيير إذا أُعطيت لنا الفرصة."

 

بدورها تؤكد المحامية أميرة عبد الله، من تعز، أن النساء المعتقلات في سجون الحوثيين يعانين من انتهاكات صارخة لحقوقهن الإنسانية، وأن الكثيرات منهن اعتُقلن بسبب آرائهن السياسية أو لانتمائهن إلى عائلات معارضة، ويعِشن اليوم في ظروف لا إنسانية.

 

وتضيف الناشطة هدى محمد "هناك نساء اعتُقلن مع أطفالهن الرضّع، وهؤلاء الأطفال يعيشون في ظروف مروعة داخل السجون، محرومين من الغذاء الكافي والرعاية الصحية، مما يعرّض حياتهم للخطر."

 

- نداء للعالم:

في حديثٍ مع موقع "الصحوة نت"، تقول الناشطة والمعتقلة السابقة ع. العريقي: "في ظل سيطرة الحوثيين، تحولت أحلامنا البسيطة في العيش بكرامة إلى كابوس. النساء اليمنيات، اللواتي كنّ شريكات في بناء المجتمع، يعانين اليوم من التهميش والحرمان من أبسط حقوقهن".

 

وتشير العريقي، التي قضت فترة اعتقال في عام 2019، إلى أن وضع المعتقلات في سجون الحوثيين يشكل مأساة كبيرة. موضحةً أن النساء المعتقلات يعشن في زنازين مظلمة وباردة، ويُحرمن من أبسط حقوقهن الإنسانية.

 

وتضيف أن "إحدى المعتقلات التي لم تتجاوز العشرين عامًا، اعتُقلت لمجرد مشاركتها في مظاهرة سلمية. ومنذ ذلك اليوم، لم ترَ عائلتها إلا مرة واحدة، وكانت في حالة صحية متدهورة بسبب التعذيب وسوء المعاملة."

 

وتختم العريقي حديثها برسالة إلى العالم، قائلة: "لا تنسوا النساء اليمنيات. نحن نساء مثل باقي النساء في العالم، لدينا أحلام وطموحات، ونستحق أن نعيش بكرامة وأمان. نحتاج إلى دعمكم، ليس فقط بالكلمات، بل بإجراءات فعلية تضمن محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، وتحرير المعتقلات، وتمكين النساء اليمنيات من بناء مستقبل أفضل لليمن."

 

وفي خضم هذه المعاناة، تبقى النساء اليمنيات رمزاً للصمود والتحدي رغم كل القيود والانتهاكات، ويواصلن النضال من أجل حقوقهن وحريتهن، مؤكدات على ان اليوم العالمي للمرأة هو يوم لتذكير العالم بمعاناة النساء في اليمن، ودعوة المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانبهن في معركتهن من أجل العدالة والمساواة

*الصحوة نت

متعلقات