دشن رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، زياراته التفقدية الميدانية، للمحافظات المحررة، فجر اليوم الإثنين، بداية من محافظة حضرموت.
وفي التفاصيل وصل رئيس مجلس الوزراء ، اليوم، الى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، لتلمس هموم واحتياجات المواطنين، والاطلاع على الأوضاع الخدمية والمعيشية والاقتصادية والتنموية والأمنية في المحافظة وإسناد جهود السلطة المحلية في اطار تكامل الجهود الحكومية والمحلية.
وعقب وصوله إلى المكلا قادما من العاصمة المؤقتة عدن، أكد الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ان زيارته إلى محافظة حضرموت مؤشر على اهتمام الحكومة والقيادة السياسية بهذه المحافظة التي تشكل رافعة وقاطرة للتنمية والاستقرار والمشروع الوطني.. مشيرا الى الرهان الكبير المعقود على محافظة حضرموت وابنائها لما تشكله من حضارة وثقافة وبعد اجتماعي باعتبارها المنطلق الأول للتنمية والعمل الوطني.
وأوضح رئيس الوزراء، ان تدشين زياراته للمحافظات بداية من محافظة حضرموت، تهدف الى الاقتراب اكثر من قضايا الناس ومشكلاتهم والعمل على إسناد جهود السلطات المحلية للقيام بواجباتها في اطار الدور التكاملي على المستوى المركزي والمحلي للإيفاء بالالتزامات تجاه المواطنين خاصة في تحسين الخدمات الأساسية وتحريك عجلة التنمية.. لافتا الى ان حضرموت تمثل نموذج للاستقرار وانها تحظى باهتمام من قبل الحكومة وبتوجيهات من فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء المجلس لتكون ايقونة وقاطرة لقيادة التنمية.
وسيشارك دولة رئيس الوزراء، أبناء محافظة حضرموت الاحتفالات بعيد الفطر المبارك، إضافة الى عقد عدد من اللقاءات الرسمية والشعبية مع كثير من الفعاليات والمكونات بالمحافظة.
وكان في مقدمة مستقبلي رئيس الوزراء لدى وصوله مطار الريان الدولي، وزيري المالية سالم بن بريك، والتربية والتعليم طارق العكبري، ومحافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، وعدد من وكلاء المحافظة وقيادات السلطة المحلية والتنفيذية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية.
وخلال أمسية رمضانية، عقدت مساء اليوم، في مدينة المكلا، بمشاركة عدد من القيادات المحلية والتنفيذية والعسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية وممثلي القطاع الخاص
أكد رئيس مجلس الوزراء، حرص الحكومة على ان تكون محافظة حضرموت نموذجا ملهما في التنمية واستغلال امكانياتها ومقوماتها في دفع عجلة النهوض الاقتصادي، وبما ينعكس على أبناء حضرموت ومستوى معيشتهم، والاقتصاد الوطني بشكل عام.
ولفت الدكتور أحمد عوض بن مبارك، الى ان حضرموت لديها كل الإمكانيات لتقديم هذا النموذج بما تمتلكه من موارد ومخزون بشري وبعد حضاري واجتماعي، ما يستوجب التفكير باستراتيجية لاستغلال هذه المقومات.. موجها بالعمل وفق مبدأ الأولويات ومعالجة الأمور وفق منظور استراتيجي يساعد على تحقيق مراكز تميز وتحشيد الموارد لها، كما هو معمول به في تجارب عدد من البلدان كانت تمر بذات الأوضاع.
وأعرب رئيس الوزراء، عن تفهمه لطبيعة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن، ومعاناته التي فرضتها حرب مليشيا الحوثي الإرهابية في الجانبين العسكري والاقتصادي، وما تعمل عليه الحكومة بالتعاون مع السلطات المحلية لتخفيف هذه المعاناة.. مؤكدا الحرص على خلق حراك استثماري وشراكة استراتيجية مع القطاع الخاص في حضرموت لتقديم نموذج في النهوض الاقتصادي يمكن تطبيقه في بقية المحافظات.
ووجه الدكتور بن مبارك، بالتركيز في اعداد الأولويات وتحديدها أيضا بما يتسق مع توجهات الدعم الإقليمي والدولي.. مؤكدا على ضرورة التعاطي مع التحديات بنهج وطريقة مختلفة تضمن الكفاءة والفاعلية في الأداء وتحقيق النتائج المنشودة.
واستمع رئيس الوزراء، بحضور محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، الى عدد من المداخلات المقدمة من المشاركين في الأمسية، والتي ركزت على التحديات القائمة في الكهرباء والصحة والتعليم والخدمات الأساسية الأخرى، وهموم أبناء حضرموت في مختلف الجوانب.. معربين عن تفاؤلهم بزيارة دولة رئيس الوزراء ووقوفهم الى جانب الحكومة للقيام بواجباتها ومسؤولياتها وتجاوز هذه الظروف الصعبة.
كما أكد دولة رئيس الوزراء، ان الحكومة لديها المام كامل بكل ما طرح من مشاكل وتحديات، وهذا الزيارة الى حضرموت تهدف في المقام الأول الى إيجاد حلول عملية وفق الأولويات الملحة.
وترأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، اليوم الاثنين، في مدينة المكلا، اجتماعا لقيادات السلطة المحلية والتنفيذية في حضرموت، لمناقشة الأوضاع المعيشية والخدمية والتنموية، والمشاريع المنفذة في هذه الجوانب، والدعم الحكومي المطلوب لمساندة السلطة المحلية.
وتناول الاجتماع، التحديات القائمة في الجوانب الخدمية، والإجراءات والتدابير التي ستنفذها الحكومة بالتعاون مع السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، في جوانب الخدمات الأساسية والتنموية بحيث تنعكس ثمارها على حياة ومعيشة المواطنين.
والقى دولة رئيس الوزراء كلمة في الاجتماع، عبر في مستهلها عن تهانيه لجميع الحاضرين ومن خلالهم لكل أبناء حضرموت والوطن عموما، بقرب حلول عيد الفطر المبارك، ناقلا اليهم تحيات فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وأعضاء المجلس، وتهانيهم بهذه المناسبة العظيمة.. مؤكدا ان حرصه على التواجد في حضرموت هو انعكاس لاهتمام الحكومة والقيادة السياسية بحضرموت وما تمثله من نموذج يمكن البناء عليه لتحقيق التنمية الوطنية.
ولفت الى تزامن هذه الزيارة مع اقتراب الذكرى الثامنة لتحرير المكلا وساحل حضرموت من عناصر تنظيم القاعدة الارهابي، مترحمًا على أرواح الشهداء الابطال الذين تصدّوا لهذا المشروع الظلامي.. مقدما الشكر لتدخلات ومواقف الاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، في إسناد معركة التحرير وهي مواقف حاضرة ومحفوظة في وجدان جميع اليمنيين.
وأشاد الدكتور أحمد عوض بن مبارك، بما تقدمه حضرموت من نموذج في التماسك الاجتماعي انطلاقا من ارثها المتراكم والعريق الذي تجاوز الجغرافيا واصبح مقدار عطاءه عابرا للقارات على مدار التاريخ، واهمية الحفاظ على هذا التماسك والدور القيادي المجتمعي..
وقال ان "حضرموت استطاعت ان تكون واحة آمنة لجميع أبناء اليمن ونموذجًا في التوافق الاجتماعي والتسامح والقبول بالآخر، وايجاد مساحة واسعة من المدنية التي ننشدها"..
وأشار الى ان ما تحقق في حضرموت هو جزء أساسي من المشروع الوطني لاستكمال استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا، وعدم اغفال ان هذه المعركة مستمرة ولا يجب التغافل عنها لان هذا المشروع يستهدف الجميع، وفي ذات الوقت عدم ادخار أي جهد للارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين وتخفيف معاناتهم.
وشدد رئيس الوزراء على اهمية الوقوف أمام احتياجات المواطنين ومعاناتهم التي أفرزها الوضع الاقتصادي الذي يطحن بالمواطن بسبب الحرب الاقتصادية التي تشنها ميليشيا الحوثي الارهابية، والتي لا تقل ضراوة عن المعركة العسكرية.. موضحا ان ذروة الحرب الاقتصادية لمليشيا الحوثي الإرهابية كانت في حضرموت في أكتوبر من العام ٢٠٢٢، حينما استهدفت ميناء الضبة وتوقف تصدير النفط الخام، وما تكبدته الدولة والمواطن من خسائر جراء ذلك.. مشيرا الى أهمية اشراك المواطنين في هذه التحديات وان يشعروا اننا نمر بنفس معاناتهم وإعادة الثقة اليهم بمسؤولي الدولة والحكومة والسلطات المحلية.
وجدد الدكتور احمد عوض بن مبارك، التأكيد على ان عنوان المرحلة الحالية هو الشفافية والمساءلة والمضي في برنامج الاصلاح المالي والإداري ومكافحة الفساد لإعادة الثقة مع المواطن وتجاوز التحديات والصعوبات والحرص على اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، وان يستوعب الجميع انه ليس هناك شخص فوق القانون.. مؤكدا حرص الحكومة على منح مزيد من الصلاحيات واللامركزية للسلطات المحلية، وتقديم نموذج عملي مع القطاع الخاص وشراكات دولية لتنفيذ مشاريع حيوية تنهض بالاقتصاد وتحقق المزيد من التنمية، وإعداد خارطة بكل الفرص الاستثمارية المتاحة في الوطن.
وأشاد رئيس الوزراء بما قدمته حضرموت من نموذج في الحفاظ على رمزية الدولة ومؤسساتها والمقومات التي تمتلكها للنهوض التنموي الشامل، وما يمكن عمله مع السلطة المحلية في هذا الجانب في اطار تكاملي.. مؤكدا ان هذه الزيارة ليست للقاء بالنخب فقط بل للاقتراب من المواطنين والاستماع الى احتياجاتهم ليشعر المواطن ان الحكومة مهتمة وحريصة بتلمس معاناته والعمل بكل الإمكانات على تخفيفها وتحسين مستوى معيشته اليومية.
وكان محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، قد القى كلمة رحب فيها بدولة رئيس الوزراء الى المحافظة في باكورة زيارته الميدانية للمحافظات المحررة، والتي تعكس أهمية حضرموت ومكانتها لدى الحكومة والقيادة السياسية.. مشيرا الى أبرز الاحتياجات والصعوبات التي تعانيها المحافظة والمواطنين في مختلف القطاعات على وجه الخصوص الخدمية، ومعالجات وتدخلات السلطة المحلية إزائها، مباركًا خطوات رئيس الحكومة التي تهدف الى التعافي في مؤسسات الدولة ليكون معيار الشفافية والحكم الرشيد هو السائد.. مؤكدا على ضرورة منح المزيد من الصلاحيات ومعالجة الاختلالات في الايرادات المُهدرة بما يعود بالنفع على تحسين خدمات المواطنين.
حضر الأمسية والاجتماع ، وزراء ، المالية سالم بن بريك ، والاوقاف والإرشاد محمد شبيبه ، والتربية والتعليم طارق العكبري، ومدير مكتب رئيس الوزراء المهندس انيس باحارثة، ونائب وزير الصناعة والتجارة سالم سلمان، ووكيل وزارة النفط طلال بن حيدرة، ووكيل وزارة الشؤون القانونية محمد باهبري.