وفاة زوجة شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني.. فماذا قالت عن الفترة التي قضياها معاً قبل رحيلها؟
الثلاثاء 19 مارس 2024 الساعة 03:38
صنعاء/ المنارة نت

توفيت، في وقت متأخر من ليلة الإثنين، زوجة شاعر وأديب اليمن الكبير الراحل عبدالله البردوني، الأستاذة الأكاديمية فتحية الجرافي في صنعاء.

وتخرجت زوجة الأديب البردوني، من جامعة القاهرة قسم اللغة الإنجليزية عام 1965م، وتعد من أوائل الأكاديميات في اليمن وعلى مستوى العالم العربي.

وتزوّج البردوني من فتحية الجرافي في العام 1976، إبان حُكم الرئيس إبراهيم الحمدي لما كان يُعرف بـ "الجمهورية العربية اليمنية". وهي الزوجة الثانية للشاعر الراحل، بعد وفاة زوجته الأولى "فاطمة الحمامي". 

كانت بدايات معرفتها بالأستاذ البردوني كما تقول، عندما كان مديراً للبرامج بإذاعة صنعاء، وهي مديرة لمدرسة بلقيس المجاورة للإذاعة، إذ كانت طالباتها يطلبن منها سماع الأستاذ وهو يُلقي الشعر. 

تقول: "وأنا كنت أتصل به، وأحاكيه برغبة الطالبات سماع صوته، كان يلبّي الطّلب، من هنا تعرفنا على بعض أكثر، وبعد رحيل زوجته الأولى عرض عليَّ الزواج، فوافقت".

وعن الفترة، التي قضياها معاً كزوجين، أوضحت قائلة "كان البردوني مُحباً، ودوداً، كريماً، طيباً ومتعاوناً، ولم نختلف خلال حياتنا الزوجية، لأن نحن الاثنين مشغولين، هو مشغول طول اليوم باستقبال ضيوفه ومحبّيه، وأنا مشغولة في وظيفتي".

ويظهر هذا الحب في قصيدة "جلوة"، التي نسجها البردوني ل"فتحية"، في يوليو 1978م، يقول مطلعها: 
كرائحة الصمت بعد الضجيج كإغفاءة الحزن بعد النشيج.

وكون البردوني فاقدا للبصر، وحوله فريق من الكُتاب والقُراء، ممن أُوكلت لهم مهمتا القراءة والكتابة، أو تدوين ما يقوله في مختلف الجوانب الأدبية، إلا أن زوجته كانت تقرأ له بعض الأحيان ما يطلُب منها، أو تدوّن ما يقوله.

تؤكد الأستاذة فتحية الجرافي، في مقابلة صحفية: "أحياناً كنت أُبدي ملاحظاتي، وهو يتقبلها دون زعل". 

وقد رافقت الراحلة، زوجها البردوني في معظم سفرياته، التي كان يُدعى إليها من خارج الوطن، لحضور مؤتمرات شعرية وغيرها.

تقول فتحية عن الجدل حول الدواوين، التي لم تُنشر، منذ رحيل الشاعر عبدالله البردوني في 30 أغسطس/ آب (1999)، أُشيعت عدد من الروايات حول اختفاء مجموعة من مؤلفاته، التي لم تكن قد طُبعت ونُشرت، وما تزال في مسوداتها الرئيسية. لكن حقيقة تلك الشائعات نفتها زوجة الشاعر الراحل، وكشفت حقيقة الأمر، بالقول: "لم يكن لديه سوى ديوانين مخطوطين، و لم يطبعا حتى اليوم، الأول "رحلة من شاب قرناها"، والثاني "العشق على مرافئ القمر"، وقد أخذتهما بعد رحيله من البيت وخبأتهما عند الحاج محمد الشاطبي، أحد أهم كتَبَة الأستاذ، وهو صديق وجليس دائم للأستاذ، وامتدت صداقتهما تقريباً 50 عاماً، بحيث كان يلازمه غالبية أوقاته، أما بقية الكُتب التي يقال إنها مازالت مخطوطة، هي مقالات كان ينشرها في عدد من الصحف المحلية".

قضت "فتّوحة" بقيّة عمرها في مواجهة كل الخلافات، التي نشبت بعد رحيل زوجها الشاعر والكاتب والمؤرخ والناقد الأستاذ الراحل عبدالله البردوني.

وعلى عكس الدول المتقدّمة، التي تعمل على توفير القدر الكافي من الرعاية والاهتمام بعوائل مبدعيها، عاشت أرملة الأستاذ البردوني بلا راتبها التقاعدي، والذي توقف منذ فترة، ضمن مرتبات جميع المتقاعدين الموقوفة. 

تقول عن نفسها: "خدمت البلاد كموظفة وزوجة أهم شاعر وكاتب ومؤرخ في اليمن والعالم العربي"، تُمضي ما بقى لها من عُمر دون أي تكريم يُذكر، تبتسم "فتّوحة" بوقار، رغم ألم الفُقد والغُلب، الذي مرّت به بعد رحيل "الأستاذ".

وها هي اليوم تلحق به الى الدار الاخرة... رحمة الله عليهما.

متعلقات