حولت مليشيات الحوثي الارهابية حرب غزة إلى فرصة للاسترزاق السياسي والمالي، عبر ممارسة البلطجة في البحر الأحمر وفرض مبالغ كبيرة على السفن التجارية المارة من باب المندب.
حيث أفادت وكالة "شيبا إنتليجنس"، أن شركات أوروبية بدأت منذ نحو شهر دفع أموال لجماعة الحوثيين مقابل المرور الآمن لسفنها في البحر الأحمر، بحسب ما نقلته عن مصدر دبلوماسي غربي، واطلعت عليه "العربية Business".
وقال المصدر إن الأموال التي تدفعها السفن الأوروبية تذهب إلى حسابات مصرفية خارجية تابعة لشركات يملكها ويديرها المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي، محمد عبد السلام.
نحو مليون دولار
وقدر المصدر متوسط المبلغ المالي الذي طلبه الحوثيون على كل سفينة بنحو نصف مليون دولار. وقال المصدر: "هناك سفن تدفع ما يقارب المليون دولار أو أقل، وتبقى هذه المبالغ أقل من التكلفة التشغيلية التي تحتاجها السفينة إذا مرت عبر رأس الرجاء الصالح".
وقبل تصعيد هجمات البحر الأحمر، كانت 60 سفينة تعبر مضيق باب المندب في الاتجاهين. لكن الآن تعبر نحو 12 سفينة هذا الممر المائي الحيوي يوميا، ما يعني أن الحوثيين يحققون ربحا يوميا لا يقل عن ستة ملايين دولار، بحسب المصدر.
180 مليون دولار شهريا
ومن الممكن أن تحصل جماعة الحوثي على 180 مليون دولار شهريا، ما يعني أن إيراداتها ستصل إلى أكثر من ملياري دولار سنويا من السفن في البحر الأحمر إذا استمر الوضع كما هو الآن.
في السياق، أفادت مصادر أمنية في قوات الساحل الغربي أن اعترافات بعض أفراد خلية تابعة لجماعة الحوثي كشفت عن نية الجماعة إغلاق باب المندب نهائيا ويرجح أن هذه الأوامر صدرت من ايران بهدف فرض السيطرة على البحر الاحمر ونقل الحركة التجارية الى مضيق هرمز.
وكشفت اعترافات الخلية أيضاً أن هذه الأوامر صدرت قبل معركة " طوفان الاقصى" ورجح اقتصاديون أن ترفع الميليشيات المبلغ المفروض على السفن الى 2 مليون دولار على كل سفينة خلال الأيام القليلة القادمة.
الى ذلك، ذكرت وسائل اعلام امريكية أن جماعة الحوثي تسعى لتوسيع نطاق الحرب الدائرة في قطاع غزة لتحقيق " مكاسب مادية وسياسية " الأمر نفسه أكده زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي ذلك في خطاب متلفز، حيث صرح أنه لن يوقف هجماته على السفن في باب المندب حتى لو توقفت حرب غزة.
تبيض الجرائم
وبحسب محللين فإن تلك المكاسب تتمثل في الاستمرار في نهب السفن وفرض الجبايات عليها، اضافة إلى تلميع صورته داخليا وخارجيا، واستثمار مأساة غزة لتبييض جرائمه بحق اليمنيين، واسكات الاصوات المعارضة في مناطق سيطرته.
وأعرب مواطنون يمنيون عن رفضهم استغلال الحوثي لمأساة غزة واسم اليمن لجني ملايين الدولارات، وكتب" محمد المتوكل" على حسابه في منصة " اكس" قائلاً : " اهل غزة يموتون من الجوع والحوثي يجني المليارات باسم الدفاع عنهم، قمة الحقارة واللؤم".
رفض شعبي
وكتب " عبدالله الرضي " قائلاً: "الحوثي يستخدم موضوع غزة للارتزاق وجمع ملايين الدولارات، ولا يهمه في الحقيقة إنقاذ غزة ، نحن نعرف هذه الاشياء كيمنيين لكن ربما أشقائنا العرب الان يشعرون بالصدمة، هذا هو الحوثي وهذه هي أسبابه الحقيقية وراء مسرحية البحر الاحمر المفضوحة".
وتساءل آخرون عن سبب عدم تحويل الحوثي تلك المبالغ للمنكوبين في غزة، فكتب منصور الجيشي، على فيسبوك "أين تذهب كل تلك المبالغ التي يجنيها عبدالملك الحوثي؟ إذا كان لا يريد تحويلها إلى غزة فليصرف رواتب اليمنيين على الاقل!".
بينما اعتبرت "راوية" ما يحدث في البحر الاحمر نموذجًا لما يعانيه اليمنيين منذُ 2014م،فقد قالت: "يجب علينا دفع الضرائب للحوثيين منذُ عشر سنوات مقابل السماح لنا بالحياة، مرتزقة ايران يتغنون كذبا بمساعدة فلسطين بينما هم يقتاتون على دمار بلاد العرب في كل مكان