كشفت دراسة علمية، تم إشهارها أمس ، عن إصابة ما يزيد 290 ألف أسرة نازحة في مخيمات النزوح بمحافظة مأرب من آثار نفسية متفاوتة جراء صدمة الحرب والنزوح والأوضاع المعيشية.
وأوضحت الدراسة التي أجراها المركز القومي للدراسات الاستراتيجية، ونفذها فريق بحثي متخصص، أنّ الآثار النفسية التي سجلت لدى عينة مجتمع البحث في مخيمات النازحين بدرجة عالية توزعت بين الشعور بالقلق، الخوف والإحباط، الضيق، الشعور بعدم الأمان، ضعف مشاركة الأخرين أفراحهم، وضعف الثقة بالأخرين وتكوين الصداقات والعلاقات، والميل للعزلة".
وبيّنت الدراسة التي أجريت على النازحين وفقا لمتغيرات الجنس، والعمر، والحالة الاجتماعية، والسكن، عن إصابة الأسر النازحة بآثار نفسية بدرجة متوسطة تمثلت في الشعور بضعف علاقة النازح بأفراد مجتمعه قبل النزوح، والشعور بالضعف العام، والمعاناة من النوم المضطرب، والأحلام المزعجة، وشعور النازح بالضيق عندما يكون مع أصدقائه و التجائه الى تناول المهدئات لتحسين الحالة النفسية.
وخلال فعالية اشهار الدراسة، أكد وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح، أنّ ما كشفته هذه الدراسة للجوانب النفسية على النازحين في المحافظة ماهي إلا جانبًا بسيطًا من الآثار النفسية التي خلفتها صدمة الحرب والنزوح والأوضاع المعيشية على مدى تسع سنوات، على النازحين قسرًا الفارين من بطش مليشيا الحوثي الإرهابية بحثًا عن الأمن والحرية والكرامة.
وأشار "مفتاح" إلى أنّ هذه الآثار النفسية تعيشها كل أسرة نازحة وانعكاسها أيضًا على المجتمع المضيف، داعيًا إلى مزيدًا من الدراسات والبحوث وعمل الخطط والبرامج التي تواجه هذه المشكلة المتفاقمة التي توثر على الصحة النفسية للأسر وعلى النسيج الاجتماعي والسلم والأمن المجتمعي وعلاقاته حاضرًا ومستقبلًا.
من جانبه أوضح رئيس المركز القومي الدكتور عبدالحميد عامر، أنّ المركز هدف من خلال الدراسة إلى لفت نظر الجهات الرسمية والمجتمع الدولي والهيئات الإغاثية والجمعيات الخيرية ورجال الأعمال إلى مشكلة تتفاقم حدتها وخطورتها وتكون لها عواقب كبيرة.
وحذّر المركز القومي للدراسات الاستراتيجية خلال إشهار الدراسة، من خطورة تفاقهم الآثار النفسية على السلم الاجتماعي حاضرًا ومستقبلًا.