قال خبراء الأمم المتحدة، إن الحوثيين عززوا خلال الهدنة الغير معلنة، قدراتهم العسكرية البرية والبحرية، بما في ذلك تحت الماء، فضلا عن ترسانتهم من القذائف والطائرات المسيرة، في انتهاك لحظر الأسلحة المحدد الأهداف.
وأضاف فريق الخبراء في تقريرهم الصادر مؤخرا، أن "القوات الحكومية اعترضت خلال الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إلى يونيو/حزيران 2023م، 254 طائرة مسيرة، و100 محرك لطائرات مسيرة، وما يقرب من 5 أطنان من السلائف الكيميائية الخاصة بصنع المتفجرات، ومركبتين لدفع الغواصين وقطعا متنوعة من المعدات العسكرية".
واستعرض الخبراء في تقريرهم تفاصيل "عثور قوات التحالف في نوفمبر/تشرين الثاني 2022م، على مركبتي دفع غواصين تحملان علامات تتسق مع المركبات التي تصنعها شركة بونيكس جي إم بي إتش، وهي شركة يقع مقرها في ألمانيا".
وقال التقرير إن "المركبتين من طراز كونستيليشن إتش بي، وعثر عليهما بعد وقت قصير من هجوم فاشل بطائرة مسيرة شنه الحوثيون على ميناء قنا النفطي في محافظة شبوة، وعقب عملية المصادرة أفيد بأن المركبتين دمرتا بناء على طلب حكومة اليمن".
وأضاف التقرير: "وفقا لأحد المصادر، أبلغ عن وجود مركبات دفع غواصين تستخدمها وحدة المغاوير البحرية التابعة للحوثيين في منطقة الحديدة، ويلاحظ الفريق أن مركبتي دفع الغواصين الموثقتين مماثلتان للمركبات التي عرضت في مارس/آذار 2023 خلال عرض عسكري أقيم في منطقة أروندكنار، بمحافظة خورستنان بإيران".
وفقا للخبراء "لم تستجب شركة بونيكس لطلب الفريق، وطلبت السلطات الألمانية أن يمنح الفريق مزيدا من الوقت للتحقيق في هذه المسألة".
محركات الطائرات المسيرة
وأشار التقرير إلى اعتراض سلطات الجمارك اليمنية في ديسمبر/كانون الأول 2022م، شاحنة كانت تدخل اليمن من خلال معبر شحن الحدودي من عمان، ووفقا للسلطات كانت الشاحنة تنتهك لوائح الدخول القانونية، ولم يقدر السائق المستندات المطلوبة للشاحنة، وتمكن من الفرار، فيما ادعى المستورد الذي استجوبته الجمارك اليمنية أن الشاحنة كانت تحمل شحنة من الملابس.
وقال الخبراء إنه "وفقا للوثائق المتاحة للفريق، كانت الشحنة تحتوي على 100 محرك طائرة مسيرة من طراز DLE170، ذات خصائص مماثلة للمحركات المصنعة في الصين".
وأضافوا: يلاحظ أن المحركات من طراز DLE170، قد ركبت على الطائرة المسيرة الهجومية من طراز صماد-3، التي يستخدمها الحوثيون".
وأوضح الخبراء أنه بالنظر إلى عدد محركات الطائرات المسيرة المصادرة، لا يمكن استبعاد أن الحوثيين يعززون قدراتهم الهجومية بالطائرات المسيرة".
وأشار الخبراء إلى تلقيهم "بلاغ من الحكومة اليمنية بأنها قامت في محافظة عدن، في فبراير/شباط 2023م، بمصادرة 200 طائرة مسيرة مزودة بكاميرات مراقبة، و4 قواعد لقذائف موجهة مضادة للدبابات، و15 قذيفة مرتبطة بها، فضلا عن 200 أسطوانة أكسجين لغواصين بأجهزة تنفس ومعدات اتصالات بحرية".
وأكد الخبراء تلقيهم بلاغا من "سلطة الجمارك اليمنية بأنها صادرت 54 طائرة مسيرة عند معبر شحن الحدودي في 12 آذار/مارس 2023م، كما صودر 2990 حزاما تكتيكيا في مركز شحن لحدودي في 22 من الشهر ذاته".
وعلاوة على ذلك صودر في المعبر الحدودي، 5175 حافظة مسدس، و1232 زوجا من القفازات التكتيكية، و498 منظارا للرؤية الليلية، في 21 مايو/أيار 2023م، كما أبلغ عن مصادرة 40 صندوقا من المسدسات تحمل شعار مصنع غلوك جي إم بي إتش لطراز غير معروف في 23 يونيو/حزيران الماضي، وفقا لتقرير للخبراء.
السلائف الكيميائية لصناعة المتفجرات
واستعرض تقرير الخبراء نتائج التحقيقات التي أجرتها قوات الحزام الأمني، حيث صادرت "تلك القوات في مديرية البريقة بعدن يومي 17 و22 فبراير/شباط 2023 ما يقرب من 5 أطنان من المنتجات الكيميائية، وهي مسحوق الألومنيوم، ومسحوق أكسيد الحديد، ومسحوق غراء الأرز واتنج فينولي".
وقال التقرير أنه إضافة إلى ذلك صادرت تلك القوات "قطع غيار رشاشات، وطائرات مسيرة ومكونات أجهزة بصرية وآلات يشتبه في أنها تستخدم في إنتاج الأسلحة، بعد أن تم استيرادها من شركة صينية عبر ميناء الحاويات بعدن".
وأضاف: "كانت المواد تنقل في حاويتين للشحن، واتخذت ترتيبات ليقوم ثلاثة سائقين من شمال اليمن باستلام الشحنة في عدن، ووفقا للحزام الأمني كانت موجهة إلى الحوثيين".
وتابع التقرير: لاحظ الفريق أن المصدر وصف هذه الشحنة من مسحوق الألومنيوم بأنها "علكة زهور"، مما يزيد من احتمال أن تكون هذه الشحنة قد استوردت على الأرجح لأغراض غير مشروعة".
ويمكن أن استخدام مسحوق الألومنيوم الناعم كسليفة للمتفجرات المحلية الصنع، ومن المعروف أن الحوثيين استخدموا متفجرات نترات الأمونيوم مع مسحوق الألومنيوم ومتفجرات مركبات الكلورات مع مسحوق الألومنيوم في الأجهزة التي صنعوها يدوياً، إضافة إلى استخدامها كوقود صاروخي قوي، وفقا لتقرير الخبراء الذي أكد أن الفريق يواصل التحقيق في هذه المسألة.