دفعت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، بتعزيزات العسكرية جديدة باتجاه محافظة تعز، بالتزامن مع شنّها هجمات مدفعية على المناطق المحررة في محافظة الحديدة.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط، عن شهود في محافظة إب قولهم إن المليشيا الحوثية دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة من محافظات صنعاء وذمار وإب باتجاه جبهات القتال بمحافظة تعز.
وأكد الشهود أن التعزيزات الجديدة تجاوزت 24 عربة عسكرية على متنها أعداد من المجندين، ومرت هذه العربات في مناطق الدليل ومفرق حبيش والدائري الغربي في مدينة إب متجهة صوب محافظة تعز.
وجاءت هذه التعزيزات متوازية مع استمرار تكثيف المليشيا الحوثية في هذه الأيام من تشكيل لجان تعبئة وتحشيد على مستوى الأحياء والحارات والقرى والعزل في المناطق الواقعة تحت سيطرتها تحت شعار "نصرة المقاومة الفلسطينية في غزة"، بينما توجّه هؤلاء المجندون نحو جبهات القتال في المناطق المحررة..
ويخشى مراقبون أن يكون التعزيز الحوثي ضمن المحاولات المستمرة للجماعة لتفجير الوضع عسكرياً، مع مواصلة ارتكابها المزيد من الخروق الميدانية للهدنة الأممية واستهدافها مناطق وأحياء آهلة بالسكان بمختلف الأسلحة.
وكانت المليشيا الحوثية دفعت قبل نحو أسبوعين بتعزيزات عسكرية جديدة صوب محافظة مأرب قادمة من صنعاء العاصمة وريفها ومحافظتي عمران وذمار، حيث أفادت المعلومات حينها أن عدد العربات التي دفعت بها المليشيا نحو مأرب تجاوز 30 عربة.
وبحسب الإعلام العسكري للجيش الوطني، تركزت هجمات الحوثيين السبت الماضي على منطقة الحيمة جنوب محافظة الحديدة، وهو الأمر الذي رأى فيه سياسيون انتهاكاً ينذر بتفجُّر الأوضاع، في ظل عجز البعثة الأممية الخاصة بالحديدة عن وقف التصعيد الحوثي.
ومع استمرار تصاعد الخروقات الحوثية في جبهات محافظة تعز وحشد المزيد من القوات إلى الجبهات وخطوط التماس، أكد رئيس أركان محور تعز العميد عبد العزيز المجيدي، أن الميليشيات الحوثية دفعت مؤخراً بحشود عسكرية إلى جبهات محافظة تعز.
وقال المجيدي خلال اجتماعه باللجنة الأمنية، إن الجماعة تتربص بالمحافظة من خلال استقدام الحشود العسكرية بشكل مستمر، مشيراً إلى الاعتداءات ضد مواقع الجيش الوطني بالمحافظة، واستمرار قصف المليشيا للأحياء السكنية.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط، عن مصادر عسكرية بمحافظة تعز، أفادت قبل أيام قليلة باستهداف قوات الجيش تعزيزات عسكرية جديدة تابعة للحوثيين، وأن مدفعية قوات الجيش منعت الجماعة من استحداث خنادق وتحصينات في الجبهة الشمالية الشرقية للمدينة.
وخلال فترة الهدنة الممتدة منذ أبريل 2022، استمرت خروقات المليشيا الحوثية للهدنة، بينما استمرت تحذيرات قادة الجيش الوطني من أن التحضيرات والاستعدادات والتعزيزات التي تقوم بها المليشيا على خطوط التماس في مختلف الجبهات، خاصة ما تقوم به مؤخراً، تبيّن بوضوح أن قادة المليشيا الحوثية لا يحترمون الهدنة ويرفضون السلام.
كما اتجهت المليشيا الحوثية مؤخرا إلى تكثيف هجماتها على محافظة الضالع، بالتوازي مع محاولتها تفجير الوضع عسكرياً في الجبهات الأخرى، رغم الخسائر التي تتكبدها من القوات الحكومية وقوات الأطراف الوطنية الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي رداً على تلك الهجمات.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يواصل فيه الجيش اليمني ترتيب صفوفه مع تشديد وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، ورئيس هيئة الأركان الفريق الركن صغير بن عزيز، على الاستعداد القتالي، ورفع الجاهزية في مختلف الوحدات العسكرية والمحاور.
وفي حين أكد بن عزيز، الذي تعرض لمحاولة اغتيال بمحافظة مأرب الأسبوع الماضي، على واحدية قوات الجيش، قال إن القوات المسلحة ماضية بعزيمة قوية في تنفيذ المهام والواجبات الدستورية في استعادة الدولة ومؤسساتها، وأنها لن تدخر جهداً من أجل توفير كل ما من شأنه الارتقاء بمستوى الأداء واستعادة جاهزية القوات وفاعليتها في تنفيذ المهام الوطنية.
وكانت الحكومة اليمنية اتهمت المليشيا الانقلابية بالوقوف وراء محاولة اغتيال رئيس هيئة الأركان العامة، كما اتهمتها بمواصلة المراوغة واستغلال أي هدنات إنسانية تعلنها الأمم المتحدة لاستعادة أنفاسها وترتيب صفوفها ومواصلة ارتكابها مزيداً من الجرائم والانتهاكات والخروق، وإطلاق حملات تجنيد بحق سكان مدن سيطرتها استعداداً لخوض معارك جديدة.
في ظل هذه التطورات تسعى بعثة الأمم المتحدة الخاصة بدعم اتفاق الحديدة، إلى تعزيز ولايتها من خلال التنسيق مع الجانب الحكومي، خاصة بعد أن توقفت هذه الاجتماعات مع الفريق الحكومي لفترة طويلة.
وذكرت البعثة في بيان أن مدينة الخوخة استضافت، السبت الماضي، اجتماع بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة والفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار.
وقالت إن هذا الاجتماع الذي ترأسه اللواء مايكل بيري رئيس بعثة (أونمها) بمعية الرئيس المشارك للجنة تنسيق إعادة الانتشار اللواء محمد عيظة هو الأول الذي يعقد في الخوخة منذ إنشاء البعثة، حيث ناقش الاجتماع القضايا المتعلقة بتعزيز تنفيذ ولاية البعثة الأممية.
وجددت الحكومة اليمنية الأسبوع الماضي مطالبتها الأمم المتحدة بنقل مقر بعثتها لدعم اتفاق الحديدة من مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، لتفادي ابتزاز المليشيات وضغوطها على البعثة، لكن الأمم المتحدة لم تستجب لهذه المطالبات المتواصلة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
"الشرق الأوسط"