وجه رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، بترجمة نتائج المسح العنقودي متعدد المؤشرات في رؤى وخطط الحكومة وعلى مستوى المنظمات الدولية.
وشدد رئيس الوزراء، على أهمية هذه المسوحات الميدانية، باعتبار أن الاستجابة دون ادراك التغيرات او الواقع او الاحتياج قد تكون نتائجها عكسية وتهدر الموارد المحدودة المتوفرة.
جاء ذلك خلال حضوره، اليوم الاحد، في العاصمة المؤقتة عدن، فعالية اطلاق تقرير المسح العنقودي متعدد المؤشرات، والتي أقامها الجهاز المركزي للإحصاء بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
وأكد الدكتور معين عبدالملك، أن بناء قدرات مؤسسات الدولة أحد أهم الأمور التي تتعلق بالتعاون الدولي بين الجانب الحكومي والمنظمات، مشيرا الى ان أي عمل لا يتيح العمل بين مؤسسات الدولة وبناء المؤسسات الوطنية، لا ينتج عنه أي استدامة وتبقى أعماله غير موثوقة وغير صالحة لأن تكون لها نتائج، أو تؤثر في عمل الدولة سواء كانت حكومة مركزية أو سلطات محلية، لافتا إلى أهمية المسح في تحديد الوضع الحالي، كون أي مسوحات ينبغي أن تأخذ بهذا الاعتبار.
وتطرق الى النتائج الصادمة التي وردت في هذا المسح جراء الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي الإرهابية، واوصلتنا إلى مرحلة نحتاج إلى سنوات من النمو الحقيقي والإيجابي بمعدلات عالية حتى نستطيع الوصول إلى نقطة ما قبل الحرب.
وقال "الأرقام الصادمة تتعلق بالأمن الغذائي، عندما يكون لدينا 49 في المائة من الأطفال يعانون من حالات تقزم ونقص تغذية وحالات مزمنة من نقص التغذية و 17 في المائة منها حالات شديدة أو حادة، وهذه أرقام ومؤشرات خطرة جدا، إضافة إلى أن المؤشر الصعب فيما يتعلق أن 75 في المائة من الأسر شهدت على الأقل حالة من حالات انعدام الأمن الغذائي خلال الـ 12 شهر السابقة، وهذا مؤشر كبير جدا في ظل تراجع الدعم الإنساني، وأوضاع اقتصادية صعبة مع توقف تصدير النفط الخام".
وتحدث رئيس الوزراء عن مؤشرات التعليم لاسيّما وأن التعليم يعد رأس المال البشري، وأن أبنائنا هم ذخيرة الأجيال القادمة، وعانوا كثيرا بسبب الحرب، وقال "عندما يكون هناك طفل من كل 4 في حالات التعليم الأساسي، وفي الثانوي 53 في المائة هم خارج التعليم، وبالمجمل عندنا تقريبا 53 في المائة لم يكملوا التعليم الأساسي، و 37 في المائة لم يكملوا التعليم الثانوي، وهذه أرقام صادمة، ونحتاج الاطلاع على المؤشر على مستوى كل المحافظات، ومن المهم قراءة هذه المؤشرات وعكسها في السياسات القادمة للحكومة".
ولفت الى ان هناك مؤشرات أخرى فيما يتعلق بعمالة الأطفال وهي خطيرة، حيث يوجد 29 في المائة من الأطفال منخرطون في عمالة الأطفال، ومؤشرات أخرى فيما يتعلق بشهادات القيد والولادة وهو رقم منخفض جدا، رغم أنه موضوع أساسي في البيانات المركزية للدولة.
كما أكد الدكتور معين عبدالملك، حرص الحكومة على التعامل مع المجتمع الدولي والمانحين لردم هذه الفجوة وبشكل عاجل والعمل على استعادة مؤسسات الدولة، وتحقيق النمو الاقتصادي وإعادة تصدير النفط الخام.. وقال " نعلم أن مليشيا الحوثي حريصة على أن لا يكون هناك أي مسوحات وهناك جوانب كثيرة مجهولة وهي خارج سيطرة الحكومة، والجميع يعلم ما يحصل فيما يخص التلقيح وإيقاف حملات اللقاح في مناطق سيطرة الحوثيين، وهذه جريمة ترتكب لأنه أي إشكالية فيما يتعلق باللقاح تؤدي لانتشار أوبئة كان قد تم القضاء عليها وشهدنا ذلك في شلل الأطفال والحصبة وغيرها من الأوبئة".
وشدد رئيس الوزراء، على أهمية نتائج المسح لكل الوزارات المعنية، لوضع خطط ومراقبة التحسن في أداء الحكومة ومؤسساتها والسلطات المركزية والمحلية.. مؤكدا الحفاظ على دعم يتيح بناء المؤسسات بشكل كبير مثل الجهاز المركزي للإحصاء، من خلال التواصل مع وزارة التخطيط لبحث الدعم الخارجي وقطاعيا مع الوزارات المعنية.