فجع الوسط الصحفي منذ ساعات قليلة، بوفاة واحد من أبرز عمالقة الصحافة في اليمن، عن عمر يناهز الـ 76 عاما.
وقالت مصادر إعلامية أن الصحفي الكبير رياض شمسان توفي اليوم في العاصمة صنعاء، بعد حياة حافلة بالتألق والابداع والعطاء في بلاط صاحبة الجلالة ، السلطة الرابعة..
والصحفي رياض شمسان من الشخصيات الوطنية والقومية البارزة التي ساهمت في الكفاح المسلح والاعلامي، ضد الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن وحكم الإمامة في الشمال.
وتعرض الأستاذ المناضل رياض شمسان، للملاحقة والمطاردة والاعتقال من قبل الاحتلال البريطاني وأعوانه في عدن لعدة سنوات.
وبعد تمكنه من الافلات من مرتزقة الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن، غادر إلى العاصمة صنعاء والتحق بإذاعة البرنامج العام، ليقدم سلسلة من الأعمال الإعلامية والوطنية التي كشفت للشعب اليمني الكثير من جرائم ومؤامرات المحتل البريطاني واعوانه.
وبعدها التحق بمؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر في العاصمة صنعاء بداية تأسيسها عقب إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وفصل المؤسسة عن وكالة الأنباء اليمنية (سبأ )، وأسس صفحة فنية ثم إدارة شئون المحافظات بصحيفة الثورة، وتتلمذ على يديه العديد من الصحفيين اليمنيين، الذين أصبحوا اليوم من أشهر الصحفيين في البلاد.
وتولى شمسان منصب مدير عام شئون المحافظات بصحيفة الثورة، الى جانب عمله رئيساً لتحرير صحيفة " الشروق"، وكان شعاره "أزرعوا الحب والخير لا الكراهية والاشواك".
ويعد الصحفي رياض شمسان، أحد أعمدة الصحيفة اليمنية الأولى في البلد " الثورة"، والصحافة اليمنية بشكل عام، لما يتمتع به من خبرة ومهنية.
كما يٌعد من أبرز الاقلام التي كان لها صدى وتأثير كبيرين، على مستوى السلطة والشارع اليمني ، لما يتمتع به من فكر وثقافة ومدنية ومهنية وشجاعة ومواقف وحدوية وتواضع وانسانية، والتي جعلته جديراً بالاحترام..
كما كان في مقدمة الصحفيين الذين يواجهون كبار الفاسدين في الدولة، ويقارعونهم وجها لوجه بشجاعة وعزة وشموخ متقطعة النظير.
وقدم المناضل الكبير شمسان، العديد من المقترحات لكبار رجال الدولة، تتضمن كيفية معالجة الاختلالات والقضاء على بؤر الفساد، والانتصار لأهداف ومبادئ ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين.
والصحفي رياض شمسان من مواليد الرابع من نوفمبر عام 1945م في مدينة الشيخ عثمان بمحافظة عدن.
نشأ وترعرع ودرس الإبتدائية والمتوسطة والثانوية في عدن وبعد تخرجه مع الدفعة الطلابية الأولى من ثانوية خورمكسر عام 1962م عمل مدرساٍ في عدد من مدارس عدن .
والى جانب التدريس، عمل مذيعاٍ فترة الظهر في إذاعة عدن لمدة عام قبل الاستقلال وفي الستينيات كانت له بعض الكتابات الصحفية المنشورة في مجال الفن والرياضة.
تلقى العديد من الدورات التدريبية في مجال التدريس بعدن وفي عام 1966م اجتاز بنجاح دورة تدريبية مكثفة لمدة ستة أشهر في مجال إعداد وتقديم وإخراج البرامج التلفزيونية في التلفزيون المصري بالقاهرة.
وبعد الاستقلال تعرض للاعتقال لمدة 18 شهراٍ .. وبعد خروجه من المعتقل غادر عدن يوم 1970/1/1م إلى العاصمة صنعاء .
في صنعاء التحق في شهر يناير من العام 1970م بوزارة الإعلام وعمل صحفياٍ في صحيفة "الثورة" وشغل مدير عام ادارة شؤون المحافظات بالصحيفة إضافة إلى عمله كمرافق صحفي للشهيد الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى منذ ثلاثين سنة.
وفي عام 1975م أصدر بصنعاء صحيفة خاصة به أطلق عليها اسم "الشروق" وهي صحيفة شهرية شاملة.
وفي عام 1997م تم إنتخابه أميناٍ عاماٍ مساعداٍ لحزب التحرير الشعبي الوحدوي .. ثم قدم إستقالته من الحزب عام 2004م وتفرغ كلياٍ للعمل الصحفي حتى وافاه الأجل ورحل بصمت.