مناطق سيطرة الحوثي.. ارتفاع للأسعار وانعدام للمشتقات النفطية وبيئة لانتشار الأوبئة
تبقى لقمة العيش والسعي لتأمينها هي المحرك الأول للإنسان و في ظل سيطرة الجماعات الانقلابية على بعض المناطق يصبح تأمينها أصعب.
في ظل أزمات متلاحقة تختلقها المليشيا وتزيد من وتيرتها "قبيل الشهر الكريم"
تزيد من هم المواطن ومعاناته.
أزمات متتابعة
محمد صالح رب أسرة وموظف متقاعد يقول "للصحوة نت " منذ سيطرة الحوثيون على العاصمة جعلت الشعب يزيد نبذاً وكرهاً لهم فهم يتفننون في اختلاق الازمات بعد أن جروا البلاد لهذه الحرب بتعنتهم وهمجيتهم ".
يضيف " الناس تستقبل رمضان بالفرح والاستعداد للشهر الكريم بكل ما يستطيعونه. ونحن هنا باليمن تحدث كوارث وازمات
"
أفراح علي نازحة من محافظة الحديدة تقول:" اضطررنا للنزوح من مدينتنا وبيوتنا ولا نملك شيء، والآن نسكن في شقة بالإيجار نحن وثلاث أسر أخرى لارتفاع اسعار الإيجارات بشكل جنوني في العاصمة وقلت المساكن بسبب موجة النزوح، هذا بالنسبة للميسورين أما البسطاء فلا يجدون إلا المخيمات أو الشوارع حسب قولها، وتضيف الحمدلله أننا ادخرنا لهذا اليوم وإلا كان تبهذلنا حسبنا الله على من كان السبب".
وتضيف "الاسعار أصبحت جنونية وحركة السوق المتقلبة تجعل الناس في حالة قلق مستمر خصوصاً مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، والأزمات المفتعلة في المشتقات النفطية في العاصمة صنعاء والمحافظات التي تحت سيطرة الحوثيين تعرقل المواطنين وتصيبهم بالإحباط وهذا ليس بجديد على هذه الجماعة التي تستغل حاجة المواطن البسيط وتريد جني أكبر قدر من المكاسب قبل أن تفقد السيطرة على الأماكن التي بحوزتها.
جوع يحاصر الملايين..
حذرت المنظمات المحلية والدولية من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن بعد أن زاد صعوبة ووجعًا، فالنازحون في الداخل حسب تقرير منظمة حقوق الإنسان العالمية تجاوز 3 مليون شخص يعيش معظمهم حالة معيشية صعبة ويفتقرون لأبسط مقومات الحياة.
جشع التجار وعمولة المشرف..
يشكو الكثير من الناس من غياب الرقابة على التجار، ومع فرض المليشيا الرقابة حسب قول أفراح إلا أن التاجر يدفع للمشرف الكثير من الأموال مقابل السناح له برفع السعر الذي يريد. ويلاحظ المواطنون افتعال الحوثيين للازمات خاصة في المواد الأساسية التي تلامس حياة المواطن قبل رمضان لنهب كل ما يسعهم نهبه..
يتحدث الحاج "علي مهدي" للصحوة نت "عن الوضع والأمر الذي اصاب الناس بفعل هذه الجماعة الفاشية التي تمارس طقوس الظلم والتجهيل بحق أبناء الشعب اليمني، ويشكوا " مهدي" من انعدام المشتقات النفطية مع قرب شهر رمضان وانتشار الأمراض والأوبئة ومنها الكوليرا والدفتيريا.
ويضيف من زاوية أخرى" جشع التجار الذي يزيد الطين بله " هكذا علق على الأوضاع في صنعاء.
التاجر عبده يحي يرد" نحن لا ذنب لنا في ارتفاع الأسعار فنحن نتبع حركة السوق ونتحمل الكثير من التكاليف والجبايات التي تفرضها علينا جماعة الحوثي والمبالغ الكبيرة التي يأخذوها تحت عدة مسميات كالمجهود الشعبي والحربي والضرائب وغيرها تفرض علينا رفع الأسعار.
الكوليرا وأمراض المليشيا..
أزمة أخرى إلى جانب كل الأزمات الاقتصادية تفتك بالآلاف من اليمنيين، ليست الكوليرا وحدها ولكن إلى جانبها أوبئة أخرى كالدفتيريا والحصبة والتسممات الغذائية وسوء التغذية وهي ليست أقل خطراً من آلة القتل التي تنتهجها الجماعة الحوثية فهي تفتك باليمنيين أيضاً.
الدكتور "علي" اسم مستعار، عبر عن ذلك بقوله "الازمة الصحية التي نواجهها هي الأشد خطراً على الإنسان والبيئة فالمرضى بالمئات يصلون إلى المستشفيات الحكومية بصنعاء وحدها ولا يجدون الرعاية الطبية ولا يجدون مكانا للحالات الجديدة في أغلب الأحيان؛ وبسبب الوضع المعيشي الصعب لا يمكن للكثير منهم الذهاب للمستشفيات الخاصة لتكلفتها الباهظة ولذلك تموت الكثير من الحالات.
ويضيف: " الكوليرا جائحة يجب أن تقوم الجهات المعنية بموقف المسؤولية تجاهها وتضع الحلول المناسبة والتوعية المنظمة والمستمرة للمواطنين وتوحيد الخطاب الإعلامي الصحي وتوفير الرعاية اللازمة للحالات المصابة ومحاولة حل المشكلة من جذورها واكتشاف أسبابها وإلا فإن الوضع سيصير كارثي ولن يمكن تلافيه بعد ذلك" .
وتعاني المناطق النائية البعيدة عن مراكز المديريات وبعض مناطق أمانة العاصمة من انعدام للرعاية والتثقيف الصحي وتسجل حالات إصابات ووفيات يومياً، وخصوصًا صنعاء بفعل ري الخضروات من غرف الصرف الصحي.
وهكذا يحدث عندما لا يكون هناك دولة " حسب قول أحد مواطني محافظة حجة التي تسجل فيها حالات إصابة بشكل مستمر.
رمضان والأزمات..
علقت الطالبة في كلية الشريعة "فوزية الخضر" بقولها " دائماً ما تكون أشد الازمات الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد والسلع الغذائية والمشتقات النفطية مصاحباً لقدوم شهر رمضان الكريم لما لهذا الشهر من خصوصية عند اليمنيين والشعوب الإسلامية ولطقوسه المميزة وحاجة الناس لشراء الكثير من السلع الخاصة بشهر رمضان وحاجتهم للتنقلات الكثيرة فيه لما اعتاد عليه اليمنيون من تبادل الزيارات وصلة الأرحام ".
وقالت "حمديه العنسي " ربة منزل: " أصبحت هذه الأزمات طقساً من طقوس رمضان إلى درجة أنها أفقدتنا الشعور بروحانية وعظمة هذا الشهر ونحن نحاول التغلب عليها ..إن هذه الأزمات مفتعلة فلا سبب ولا مبرر لها خصوصاً بعد انخفاض الدولار وتراجع سعر الصرف وبعد الاصلاحات الاقتصادية التي قامت بها الحكومة الشرعية برغم كل التدهور والتلاعب والحرب.
تضيف "حالة الشعب في ظل سيطرة هذه الجماعة وعدم مسؤوليتها مأساوية وموجعة تتقاسمها آلام النزوح والفقر والجوع والخوف والمرض وتعيد الشعب عقوداً إلى الوراء وتثبت حقيقة محاولة ارجاعهم للحكم الإمامي بكل مساوئه الظلامية. ..